فإذا فرغ من ذلك مضى إلى قبر سارة، وسلم عليها، ودعا عندها، وصلى على النبي عليه السلام، وكذلك يفعل عند قبر ربقة امرأة إسحاق، وكذلك يفعل عند قبر ليقا، هذا هو المستحب أن يبدأ بزيارة الرجال قبل النساء، وكيف ما فعل أجزأه.
فإذا فرغ من ذلك مضى إلى قبر يوسف، وهو خارج المغارة في بطن الوادي، ويسلم عليه، ويصلي على النبي عليه السلام، ويدعو بدعاء الفرج المقدم، وفي قبر يوسف آثار أنا أذكرها فيما بعد إن شاء الله، ويستحب أيضًا أن يدعو عند قبر يوسف ويعقوب -عليهما السلام- بالدعاء:
الذي حدثنا به أبو الفرج، قال: ثنا عيسى، قال: ثنا علي، قال: ثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الرقاق، قال ذو النون بن إبراهيم: أوحى الله تعالى إلى يعقوب: يا يعقوب، تملقني. قال: يا رب، وكيف تملقك؟ قال: قل: يا قديم الإحسان، يا دائم المعروف، يا كثير الخير. فقالها، فأوحى الله تعالى إليه: لو أمت ابنك لأحييته لك.
أخبرنا أبو الفرج، قال: أنا عيسى، قال: أنا علي، قال: ثنا ابن قتيبة، قال: ثنا إسماعيل بن محمد بن تمام بن همام الرازي، قال: حدثني رجل قدم علينا إلى مسجد إبراهيم عليه السلام، قال: كنت في محرس من محارس طرسوس في بعض الليالي، وأنا بين النائم واليقظان، إذ أتاني رجلان يمشيان على الماء، فيما أرى، فقالا: عليك بقبر إبراهيم عليه السلام. فقلت لهما: ومن إبراهيم؟ قالا لي: الخليل. قلت لهما: وأين هو؟ قالا: هو بالشام. فقلت: أحلام، فلما كانت الليلة الثالثة أتياني يمشيان على الماء، فقالا لي: قلنا لك: تريد أن يغفر الله لك. فقلت: نعم. فقلنا: عليك بقبر إبراهيم.