كتاب فضائل بيت المقدس لابن المرجى المقدسي

فقلت: ومن إبراهيم رحمكم الله؟ فقلنا: إبراهيم خليل الرحمن. فقلت: وأين هو؟ قلنا لك: هو بالشام قبلى بيت المقدس على قدر يوم. فمضيت إلى رجل جار لي في محرس آخر، فحدثته بهذا الحديث، فقال: وأنا والله قد رأيت مثل ما رأيت. فضممت متاعي إليه، وخرجت حتى جئتكم. فأقام عندنا زمانًا، ثم خرج إلى مكة.
أخبرنا أبو الفرج، قال: أنا عيسى، قال: أنا علي بن جعفر، قال: سمعت أبا محمد عبد الله بن محمد النجاد الفقيه الشيخ الصالح يقول: رأيت فيما يرى النائم كأني قد خرجت إلى مسجد الخليل، فلما أشرفت على المسجد رأيت حيطانه نورًا يتلألأ، على كل شرافتين مطادر يتلألأ من نور، فنزلت فدخلت المسجد، فإذا بسرير موضع عليه فراش، وإذا إبراهيم جالس عليه، أبيض اللحية، أقنى الأنف، وهو أبيض الوجه، وعلى خديه مثل الوردتين، فدنوت منه وسلمت عليه، فضمني إلى صدره، فتفكرت في سري، فقلت: إن هذا خليل الله يعانقني، فعلم ما في سري، فقال لي: لا تعجب من هذا، إن لله أولياء يزورونني، فأستقبلهم في الطريق.
أخبرنا أبو الفرج، قال: أنا عيسى، قال: أنا علي، قال: سمعت أبا بكر أحمد بن عمرو بن جابر يقول: وقد سئل عن قبر الخليل، وعن صحته؟ فقال: ما رأيت أحداً من الشيوخ الذين لحقتهم من أهل العلم، إلا وهم يصححون أن هذا قبر إبراهيم وإسحاق ويعقوب وأزواجهم صلوات الله عليهم أجمعين، ويقولون: ما يطعن في ذلك إلا رجل من أهل البدع. قال أبو بكر: هذا نقل الخلف عن السلف، ليس فيه عندي شك.
وذكر أبو بكر: أن مالك بن أنس قال: العمل أصح من الحديث؛ لأن الحديث ربما وقع فيه الخطأ، والعمل لا يقع فيه الخطأ.
أخبرنا أبو الفرج، قال: أنا عيسى، قال: أنا علي، قال: سمعت أبا بكر

الصفحة 476