يصنع فيها حصرنا، مع ما فيها من آثار إبراهيم عليه السلام. قال تميم: أصبت ووفقت. قال: فنهضنا إلى رسول الله عليه السلام، فقال رسول الله: ((يا تميم، أتحب أن تخبرني بما كنتم فيه وأخبرك)). قال تميم: بل تخبرنا يا رسول الله، فنزداد إيمانًا. فقال رسول الله: ((أردت يا تميم أمرًا، وأراد هذا غيره، ونعم الرأي رأي [أبي هند])).
قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقطعة من جلد، من أدم، فكتب لنا كتابًا نسخته: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ذكر ما وهب محمد رسول الله للداريين، إذا أعطاه الله الأرض وهب لهم بيت عين، وحبرون، والمرطوم، وبيت إبراهيم، بمن فيهم لهم أبدًا، شهد عباس بن عبد المطلب، وجهم بن قيس، وشرحبيل بن حسنة، وكتب.
قال: ثم دخل بالكتاب إلى منزله، فعالج في زاوية الرقعة خاتمًا بشيء لا يعرف، وعقده من خارج الرقعة بسير عقدتين، وخرج إلينا به مطويًّا، وهو يقول: {إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين}. ثم قال: ((انصرفوا حتى تسمعوا بي أني قد هاجرت)).
قال أبو هند: فانصرفنا، فلما هاجر رسول الله -عليه السلام- إلى المدينة قدمنا عليه، فسألناه أن يجدد لنا كتابًا آخر، فكتب لنا كتابًا نسخته: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أنطى محمد رسول الله -عليه السلام- تميم