كتاب فضائل بيت المقدس لابن المرجى المقدسي

الداري وأصحابه، إني أنطيتكم بيت عين، وحبرون، والمرطوم، وبيت إبراهيم، برمتهم وجميع ما فيهم، نطية بت، ونفذت وسلمت، ذاك لهم ولأعقابهم من بعدهم أبد الأبد، فمن آذاهم فيهم آذاه الله، شهد أبو بكر بن أبي قحافة، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، ومعاوية بن أبي سفيان، وكتب.
فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، وولي أبو بكر، وجند الجنود إلى الشام، كتب لنا كتابًا نسخته: بسم الله الرحمن الرحيم، من أبي بكر الصديق إلى أبي عبيدة ابن الجراح، سلام عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد، فامنع من كان يؤمن بالله واليوم الآخر من الفساد في قرى الداريين، فإن كان أهلها قد جلوا عنها، وأراد الداريون يزرعونها فليزرعوها، فإذا رجع إليها أهلها فهي لهم، وأحق بهم، والسلام عليك.
ومما يؤيد ذلك ويزيده وضوحًا: ما حدثنا به الشيخ أبو الحسن أحمد بن عبد الجواد بن محمد العطار بعسقلان، قال: ثنا أبو بكر، وأبو الحسن، محمد وعلي ابنا أحمد بن يوسف الجندري المقرئان، في منزلهما، قال: ثنا أبو الفضل عباس بن محمد بن الحسن بن قتيبة بعسقلان، قال: ثنا سعيد بن زياد، قال: حدثني طاهر بن روح، عن أبيه، عن جده روح بن زنباع قال: مررت بتميم الداري في مسجد إبراهيم، فوجدته ينقي شعير الفرسة، فقلت له: يا أبا رقية،

الصفحة 481