كتاب فضائل بيت المقدس لابن المرجى المقدسي

أما لك من يكفيك ما أرى. فقال: بلى، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من ربط فرسًا في سبيل الله، ثم ولي نقاة شعيره، ومسحه وجسه، كان له بعدد كل شعرة وكل حبة حسنة تكتب له، وسيئة تمحى عنه)).
فسمى روح بن زنباع وهو من أفاضل التابعين، الموضع مسجد إبراهيم عليه السلام، ما أنكر عليه ذلك أحد، ورواه الناس عنه كما ترى، في زمان كان بعضهم يأخذ على بعض الكلام، ويطالبه بحقيقة المقال، فإن كان ما لفظ به صوابًا، وإلا أظهر المنكر عليه؛ لأنهم المبلغون، وعنهم أخذ هذا الدين.
وقد حدثنا أيضًا الشيخ أبو محمد عبد العزيز بن عبد الملك، بقراءتي عليه، قال: ثنا الشيخ أبو بكر أحمد بن الليث المقرئ الدينوري، ببيت المقدس، قال: أملأ علينا أبو العباس أحمد بن أبي أحمد الطبري، المعروف بابن القاص، الفقيه المنصف على مذهب الشافعي، بطرسوس في جمادى الآخرة، سنة ست وثلاثين، قال: ثنا محمد بن أحمد، قال: ثنا همام بن محمد، قال: ثنا سهل بن سفيان، وكان قد أتى عليه مائة وعشرين سنة، قال: سمعت جعفر بن محمد الصادق، قال: سمعت ابن أخت وهب بن منبه يقول: سمعت وهب بن منبه بقول: وجد على قبر الخليل إبراهيم -عليه السلام- مكتوب خلفه، ما كتبه كاتب:
إلهي جهولاً أمله يموت ... من جاء أجله
ومن دنا حتفه ... لم تغن عنه حيلة
وكيف يرجو آخر ... قد مات عنه أوله
ووجد على قبر إسحاق حجر مكتوب عليه خلفه أيضًا، ما كتبه كاتب:

الصفحة 482