كتاب فضائل بيت المقدس لابن المرجى المقدسي

مجاهد في قوله تعالى: {اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرًا وأتوني بأهلكم أجمعين}. قال: كان يوسف أعلم بالله من أن قميصًا يرد على يعقوب بصره. ولكن كان ذلك قميص إبراهيم عليه السلام، الذي ألبسه الله تعالى في النار من حرير الجنة، وكان كساه إسحاق، وكان إسحاق كساه يعقوب، وكان يعقوب أدرج ذلك القميص، فجعله في قصبة معلقة في عنق يوسف، ما كان يخاف عليه من العين، فأخبره جبريل -عليه السلام-: أن أرسل بقميصك، فإن فيه من ريح الجنة، وريح الجنة لا يقع على مبتلى ولا سقيم إلا صح وعوفي، فشم يعقوب رائحة الجنة وهو بأرض فلسطين، وقال: إني لأجد ريح يوسف.
أخبرنا أبو الفرج، قال: أنا عيسى، قال: أنا علي، قال: ثنا الحسن بن الحسين العلاف، قال: ثنا الحسن بن عرفة، قال: ثنا هشيم، عن مجالد بن سعيد، عن الشعبي قال: كانت قصة يوسف في قميصه الثلث، حين ألقوه في الجب، نزعوا قميصه فذبحوا جديًا، فلطخوا قميصه بدم الجدي، قال: فلما دخلوا إلى يعقوب، قالوا له: إن الذئب قد أكله. قال: فنظر يعقوب إلى القميص، فإذا هو صحيح، فعرف أن القوم قد كذبوا، قال: فقال لهم: إن كان هذا الذئب لحليمًا، أشفق على القميص، ولم يشفق على ابني.

الصفحة 485