أمتك فليكثروا من غراس الجنة، فإن تربتها طيبة، وأرضها واسعة. فقال النبي -عليه السلام-: ((وما غراس الجنة؟)). قال إبراهيم: لا حول ولا قوة إلا بالله.
أخبرنا أبو الفرج، قال: أنا عيسى، قال: أنا أبو بكر محمد بن صلة الحيوي، قال: ثنا أبو علي نصر بن عبد الملك، قال: ثنا العباس بن عبد العظيم، قال: ثنا إسماعيل بن عبد الكريم بن معقل بن منبه، قال: حدثني عمي عبد الصمد بن معقل: أنه سمع وهب بن منبه يقول: لما دخل جبريل -عليه السلام- على يوسف في السجن بالبشرى، قال له: هل تعرفني أيها الصديق؟ قال: أرى صورة طاهرة، وروحًا طيفًا. لا يشبه أرواح الخطائين. قال: فإني رسول رب العالمين، وأنا الروح الأمين. قال: فما أدخلك مدخل المذنبين الخاطئين، وأنت رأس المقربين، وأمين رب العالمين. قال: أما علمت يا يوسف أن الله تعالى يطهر الأرض بطهر النبيين، وأن الأرض المقدسة التي يدخلونها أطهر الأرضين، وأن الله تعالى قد طهر بك السجن وما حوله، يا أطهر الطاهرين، ويا ابن المتطهرين، وإنما يتطهر بفضل طهرك وطهر آبائك الصديقين المخلصين. قال: كيف تسميني بأسماء الصديقين، وتعدني مع المخلصين، وقد أدخلت مدخل المذنبين الخاطئين. قال: لم يفتن قلبك الحزن، ولم يدنس حرمتك الرق، ولم تطع سيدتك في معصية ربك، فلذلك سماك الله بأسماء الصديقين، وعدك مع المخلصين، وألحقك بآبائك الصالحين. قال: هل لك علم بيعقوب أيها الروح الأمين؟ قال: نعم، وهب الله له الصبر الجميل، وأبلاه بالحزن عليك فهو كظيم. قال: ما بلغ من حزنه؟ [قال]: سبعين