كتاب فضائل بيت المقدس لابن المرجى المقدسي

بنشاط، وأحدث لنا مجيئهم وقدوم عمر جدًّا ونشاطًا، رجونا الفتح، فقاتلناهم مليًّا، إذ أشرف علينا منهم مشرف فسأل الأمان حتى يكلمنا، ففعلنا، فقال: ما هذا العسكر الذي نزل [بها]؟ فقلنا: هذا عمر أمير المؤمنين. فأرسل إلينا عمر يأمرنا بالكف عن القتال، وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرني أني أفتحها بلا قتال. إذ أشرف علينا رسول بطريقها، فسأل الأمان لرسوله؛ ليبلغ رسالته إلى عمر، ففعلنا، فأتاه بالترحيب، وقال: إنا سنعطي بحضورك ما لم نكن نعطيه لأحد دونك، وسأله أن يقبل منه الصلح والجزية، ويعطيه الأمان على دمائهم وأموالهم وكنائسهم، فأنعم له عمر، فسأل الرسول الأمان لصاحبه؛ لتولي مصالحته ومكاتبته، فأنعم له، فخرج وخرج إليه بطريقها في جماعة فصالحهم، وأشهدنا على ذلك.
قال الوليد: فحدثني شيخ من الجند عن عطاء الخراساني: أن المسلمين لما نزلوا على بيت المقدس، قال لهم رؤساؤهم: إنا قد أجمعنا بمصالحتكم، وقد عرفتم منزلة بيت المقدس، وأنه المسجد الذي أسري بنبيكم إليه، ونحن نحب أن يفتحها مليككم، وكان الخليفة عمر بن الخطاب، فبعث المسلمون إليه وفداً، وبعث الروم وفدًا مع المسلمين حتى أتوا المدينة، فجعلوا يسألون عن أمير

الصفحة 54