كتاب فضائل بيت المقدس لابن المرجى المقدسي

المؤمنين، قال الروم لترجمانهم: عمن يسألون؟ قال: عن أمير المؤمنين. فاشتد عليهم وقالوا: هذا الذي غلب فارس والروم، وأخذ كنوز كسرى وقيصر، ليس له مكان يعرف، بهذا غلب الأمم، فوجدوه وقد ألقى نفسه حين أصابه الحر نائمًا، فازدادوا تعجبًا، فلما قرأ كتاب أبي عبيدة أقبل حتى نزل بيت المقدس، وفيها اثنا عشر ألفاً من الروم وخمسون ألفاً من أهل الأرض، فصالحهم على أن يسيروا الروم، وأحلهم ثلاثاً، فمن قدر عليه بعد ثلاث فقد برئت منه الذمة، وأمن من بها من أهل الأرض، وضرب عليهم الجزية، على القوي خمسة دنانير، وعلى الذي يليه أربعة دنانير، وعلى [الذي] يليه ثلاثة دنانير، وليس على فانٍ كبير شيء، ولا على طفل صغير، ثم أتى محراب داود نبي الله صلى الله عليه وسلم وعلى جميع الأنبياء والمرسلين فصلى فيه، وقرأ سورة ص.
وفي غير رواية محمد بن عائذ: أن أبا عبيدة بن الجراح بعث إلى أهل إيلياء الرسل، وقال: اخرجوا إلي أكتب لكم الأمان على أنفسكم، ونفي لكم كما وفينا لغيركم، فتثاقلوا وأبوا، فكتب أبو عبيدة إليهم: بسم الله الرحمن الرحيم، من أبي عبيدة بن الجراح إلى بطارقة إيلياء وسكانها، سلامٌ على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله، أما بعد، فإنا ندعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في

الصفحة 55