كتاب فضائل بيت المقدس لابن المرجى المقدسي

القبور، فإذا شهدتم بذلك حرمت علينا دماؤكم وأموالكم، وكنتم إخواننا في ديننا، وإن أبيتم فأقروا لنا بإعطاء الجزية عن يد وأنتم صاغرون، وإن أبيتم سرت إليكم بقوم، هم للموت أشد حبًّا منكم لشرب الخمر وأكل لحم الخنزير، ثم لا أرجع عنكم إن شاء الله حتى أقتل مقاتلتكم، وأسبي ذراريكم.
قال: وكتب إلى أمير المؤمنين عمر حين أظهره الله على أهل اليرموك وخرج يطلبهم:
بسم الله الرحمن الرحيم، لعبد الله عمر أمير المؤمنين، من أبي عبيدة بن الجراح، سلامٌ عليك، فإني أحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو، أما بعد، فالحمد لله الذي أهلك المشركين، ونصر المسلمين، وقديمًا ما تولى الله أمرهم، وأظهر فلجهم، وأعز دعوتهم، فتبارك الله رب العالمين، أخبر أمير المؤمنين -أكرمه الله- أنا لقينا الروم وهم جموع، لم تلق العرب مثلها جموعاً، فآتونا وهم يرون لا غالب لهم من الناس أحد، فقاتلوا المسلمين قتالاً شديدًا، ما قوتل المسلمون مثله في موطن قط، ورزق الله المؤمنين الصبر، وأنزل عليهم النصر، فقتلهم الله تعالى في كل قرية، وكل شعبٍ ووادٍ وجبل وسهل، وغنم الله المسلمين عسكرهم، وما كان فيهم من أموالهم ومتاعهم، ثم إني تبعتهم بالمسلمين حتى بلغت أقصى بلاد الشام، وقد بعثت إلى أهل الشام

الصفحة 56