كتاب فضائل بيت المقدس لابن المرجى المقدسي

عمالي، وقد بعثت إلى أهل إيلياء أدعوهم إلى الإسلام، فإن قبلوا وإلا فليؤدوا الجزية إلينا عن يد وهم صاغرون، فإن أبوا سرت إليهم حتى أنزل بهم، ثم لا أزايلهم حتى يفتح الله على المسلمين إن شاء الله، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
فكتب إليه عمر: بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله عمر [أمير المؤمنين] إلى أبي عبيدة بن الجراح، سلامٌ عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد، فقد أتاني كتابك، وفهمت ما ذكرت فيه من إهلاك الله تعالى للمشركين، ونصر المؤمنين، وما صنع الله بأوليائه وأهل طاعته، والحمد لله على حسن صنيعه إلينا، وسيتم الله ذلك لشكره، ثم اعلموا أنكم لم تظهروا على عدوكم بعدد ولا قوة ولا عدة، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ولكنه بعون الله ونصره ومنه وكرمه وفضله، فلله الطول والمن والفضل العظيم، فتبارك الله أحسن الخالقين، والحمد لله رب العالمين، والسلام عليك.
ثم إن أبا عبيدة انتظر أهل إيلياء، فأبوا أن يأتوه ولا يصالحوه، فأقبل إليهم حتى نزل بهم فحاصرهم حصارًا شديدًا، وضيق عليهم، فخرجوا إليه ذات يوم فقاتلوا المسلمين ساعة، ثم إن المسلمين شدوا عليهم من كل جانب فقاتلوهم ساعة، ثم انهزموا فدخلوا حصنهم، وكان الذي ولي قتالهم خالد ويزيد بن أبي سفيان، كل واحد منهما في جانب، فبلغ ذلك سعيد بن زيد وهو على دمشق، فكتب إلى أبي عبيدة بن الجراح: بسم الله الرحمن الرحيم، من سعيد ابن زيد إلى أبي عبيدة بن الجراح، سلامٌ عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد، فإني لعمري ما كنت لأوثرك وأصحابك بالجهاد في سبيل

الصفحة 57