كتاب فضائل بيت المقدس لابن المرجى المقدسي

أخبرنا أبو الحسن علي بن موسى، قال: أخبرنا علي بن يعقوب بن إبراهيم، قال: أبنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي، قال: ثنا محمد بن عائذ، عن الوليد قال: أخبرني ابن شداد عن أبيه عن جده: أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لما فرغ من كتاب الصلح بينه وبين أهل بيت المقدس قال لبطريقها: دلني على مسجد داود. قال: نعم. فخرج عمر متقلداً بسيفه في أربعة آلاف من أصحابه الذين قدموا معه متقلدين سيوفهم، وطائفة منا ممن كان عليها، ليس علينا من السلاح إلا السيوف، والبطريق بين يدي عمر في أصحابه، ونحن خلف عمر حتى دخلنا مدينة بيت المقدس، حتى أدخلنا الكنيسة التي يقولون لها: القيامة، فقال: هذا مسجد داود. فنظر عمر وتأمل مليًّا، فقال: كذبت، لقد وصف لي رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجد داود -عليه السلام- بصفة ما هي هذه. قال: فمضى به إلى الكنيسة التي يقال لها: صهيون، فقال: هذا مسجد داود. فقال له: كذبت. قال: فانطلق به إلى مسجد بيت المقدس حتى انتهى به إلى بابه الذي يقال له: باب محمد صلى الله عليه وسلم، وقد انحدر ما في المسجد من المزبلة على درج الباب، حتى خرج إلى الزقاق الذي فيه الباب، وكثر على الدرج حتى [كاد أن] يلزق بسقفه، فقال: لا تقدر أن تدخله إلا حبوًا. فقال: ولو حبوًا. فحبا بين يدي عمر، وحبا عمر خلفه، وحبونا خلفه حتى أفضينا إلى صخرة بين المقدس، واستوقفنا فيه قياماً، فنظر عمر وتأمله مليًّا، فقال: هذا والذي نفسي بيده الذي وصف لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا أبو الحسن، قال: أبنا عليٌّ، قال: أبنا أحمد، قال: أبنا ابن عائذ،

الصفحة 63