كتاب فضائل بيت المقدس لابن المرجى المقدسي

في كنائسنا ما كان بحضرة المسلمين، ولا نخرج صليبًا ولا كتابًا في طرق المسلمين، ولا نخرج باعوثًا ولا شعانين، ولا نرفع أصواتنا في موتانا، ولا نظهر النيران في أسواق المسلمين، ولا نجاورهم بخنازير، ولا نبيع الخمر في أسواق المسلمين، ولا في أمصارهم ولا في طرقهم، ولا نظهر شركًا في نادي المسلمين، ولا نرغب مسلمًا في ديننا، ولا ندعو إليه أحدًا، وعلى أن لا نتخذ شيئاً من الرقيق الذي جرت عليهم سهام المسلمين، ولا نمنع أحدًا من قراباتنا إن أرادوا الدخول في الإسلام، وأن نكون نلزم ديننا حيث ما كنا، ولا نتشبه بالمسلمين في لباس قلنسوة، ولا عمامة، ولا نعلين، ولا فرق شعر، ولا في مراكبهم، ولا نتكلم بكلامهم، ولا نتكنى بكناهم، وأن نجز مقادم رءوسنا، ونفرق نواصينا، ونشد الزنانير في أوساطنا، ولا ننقش خواتيمنا بالعربية، ولا نركب السروج، ولا نتخذ شيئًا من السلاح ولا نحمله، ولا نتقلد السيوف، وأن نوقر المسلمين في مجالسهم، ونرشدهم السبيل، ونقوم لهم من المجالس إذا أرادوا الجلوس، ولا نطلع عليهم في منازلهم، ولا نعلم أحداً من أولادنا القرآن، ولا يشارك أحد منا مسلمًا في تجارة إلا أن يكون إلى [المسلمين] أمر التجارة، وأن نضيف كل مسلم عابر سبيل ثلاثة أيام، نطعمه فيها ما يحل له من طعامنا وشرابنا، ذلك على أنفسنا وأهل ملتنا، وأعطنا الأمان بذلك على أنفسنا وذرارينا وأزواجنا ومساكننا، فإن نحن غيرنا أو خالفنا على ما شرطنا على أنفسنا وقبلنا الأمان عليه فلا دية لنا، وقد أحل ذلك من دمائنا وأموالنا ما يحل من

الصفحة 69