كتاب فضائل بيت المقدس لابن المرجى المقدسي

وإن أحب أن يدعو بالدعاء الذي حدثنا به محمد بن عوف أيضًا، قال: ثنا أبو علي، قال: ثنا محمد، قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: ثنا الهيثم بن عمران العبسي، قال: سمعت جدي عبد الله بن أبي عبد الله يقول: حل ببني إسرائيل بلاءٌ مرةً، فاجتمعوا في مجمع لهم، فقالوا لرجل من عظمائهم: قم فادع لنا ربك. فقام فقال: يا رب إنك أنزلت في التوراة التي أنزلت على موسى -عليه السلام- تأمرنا إذا ملكنا العبد أن نعتقه، وإنا عبيدك، فأعتقنا مما حل بنا. ثم قالوا لآخر: قم. فقام فقال: اللهم أي رب، إنك أنزلت في التوراة التي أنزلت على موسى تأمرنا أن نعفو عمن ظلمنا، وإنا قد ظلمنا أنفسنا فاعف عنا. ثم قالوا لآخر: قم. فقام فقال: اللهم إنك [أنزلت التوراة التي] أنزلت على موسى تأمرنا إذا قام المسكين على أبوابنا أن لا نرده، ونحن سائلوك، ومساكينك قد قمنا اليوم على بابك فلا تردنا.
وهذا الدعاء دعا به داود صلى الله عليه وسلم على صخرة بيت المقدس حتى كشف الله الطاعون عن بني إسرائيل.
وإن أحب أن يدعو بما كان يدعو به دعاء بني إسرائيل إذا نزلت بهم الشدائد، في القدس وغيره من متعبداتهم، وهو ما حدثنا به الشيخ أبو الحسن محمد بن عوف، ثنا أبو علي، قال: ثنا محمد، قال: ثنا هشام، قال: ثنا حاتم بن شفى، قال: سمعت يزيد بن مزيد يقول: كان دعاء بني إسرائيل يدعو فيقول: اللهم لا تؤدبني بعقوبتك، ولا تمكر بي في تخليتك، ولا تؤاخذني بتقصيري في رضاك، عظم خطيئتي فاغفر، ويسير عملي فتقبل، كما شئت تكون مشيئتك، وإذا عزمت تمضي عزمك، فلا الذي أحسن استغنى عنك، ولا عن

الصفحة 82