كتاب فضائل بيت المقدس لابن المرجى المقدسي

عونك، ولا الذي أساء عليك ولا استند بشيء يخرج به من قدرتك، فكيف لي بالنجاة، ولا توجد إلا لديك، إله الأشياء، وولي الأتقياء، جديد لا يبلى، حفيظ لا ينسى، دائم لا يبيد، حيٌّ لا يموت، يقظان لا ينام، بك عرفتك، وبك اهتديت إليك، ولولا أنت لم أدر ما أنت، تباركت وتعاليت.
وإن دعاء بما كان إدريس النبي صلى الله عليه وسلم يدعو به، رجوت أن يستجيب الله له، وهو ما حدثنا به محمد بن عوف أيضًا، قال: ثنا أبو علي، قال: ثنا محمد، قال: ثنا هشام، قال: ثنا أبو عفان عبد الرحمن بن سعيد بن بشير، قال: ثنا الوليد بن عبد الله المزني، ابن أخي النعمان بن مقرن، عن الحسن بن أبي الحسن، قال: أظنه ذكر عبد الله بن مسعود، قال: كان إدريس النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بدعوة، كان يأمر أن لا يعلموها السفهاء فيدعون [بها]، فكان يقول: يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الطول، لا إله إلا أنت، ظهر اللاجئين، وجار المستجيرين، وأنس الخائفين، إني أسألك إن كنت في أم الكتاب شقيًّا أن تمحو من أم الكتاب شقائي، وتثبتني عندك سعيدًا، وإن كنت في أم الكتاب محرومًا مقترًا علي في رزقي أن تمحو من أم الكتاب حرماني، واقتار رزقي، وتثبتني عندك سعيدًا موفقًا للخبر كله.
وبأي دعاء دعا في الصخرة استجيب له إن شاء الله تعالى، لا سيما إن كان مأثورًا عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويستحب له أن يصلي على البلاطة السوداء ركعتين أو أربعًا، وما أحب، ثم يدعو بالدعاء الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو به إذا صلى بالصحابة،

الصفحة 83