ويجتهد في الدعاء، ويستحب له أن يدعو بالدعاء الذي دعا به عيسى صلى الله عليه وسلم لما رفعه الله تعالى إلى السماء من ذلك الموضع، وهو ما حدثنا به الشيخ أبو الحسن أحمد بن عبد الله بدمشق، بقراءتي عليه، قال: ثنا الحسن بن إسماعيل بن محمد بمصر، قال: أبنا أحمد بن مروان المالكي، قال: ثنا أحمد بن محمد، قال: ثنا عبد المنعم، عن أبيه، عن وهب: أنه كان إذا قدم مكة تعلق بأستار البيت، ودعا بهذه الدعوات -وذكر وهب: أنه دعاء عيسى -عليه السلام- وقت رفعه الله من طور زيتا، وهو دعاء مستجاب-: اللهم أنت القريب في علوك، المتعال في دنوك، الرفيع على كل شيء من خلقك، أنت الذي نفذ بصرك في خلقك، وحسرت الأبصار دون النظر إليك، أنت الذي جليت الظلم بنورك فتباركت اللهم، خالق الخلق بقدرتك، ومقدر الأمور بحكمتك، مبتدع الخلق بعظمتك، القاضي في كل شيء بعلمك، أنت الذي خلقت سبعًا في الهوى بكلماتك، مستويات الطباق، مذعنات لطاعتك، سما بهن سلطانك، فأجبن وهن دخان، فأتين طائعاتٍ بأمرك، فيهن ملائكة يسبحونك ويقدسونك، وجعلت فيهن نورًا يجلو الظلام، وضياءً أضوء من الشمس، وجعلت فيهن مصابيح يهتدى بها في ظلمات البر والبحر، ورجومًا للشياطين، فتباركت اللهم في مفطور سماواتك، وفيما دحوت من أرضك، ودحوتها على الماء، فأذللت لها الماء المتظاهر، فذل لطاعتك، وأذعن لأمرك، وخضع لقوتك أمواج البحر، ففجرت فيها بعد البحار الأنهار، وبعد الأنهار