كتاب الوجيز في حكم تجويد الكتاب العزيز

بالروم، إلى غير ذلك من الأخطاء التي تتنافى والقواعد التي دوّنها علماء القراءة وضبطها أئمة الأداء.
الثاني: وهو لا يعرفه إلا مهرة القراء وحذّاقهم ومثاله: تكرير الراءات، وتطنين النونات، وتغليظ اللامات، في غير محله، وترقيقها كذلك، ونقص الغنة أو الزيادة على مقدارها، والزيادة على مقدار المد أو النقص عنه، إلى غير ذلك مما يخل باللفظ ويذهب برونقه وحسن طلاوته.
وسمي مخفياً لاختصاص معرفته بعلماء القراءة دون غيرهم، وقد اختلف العلماء في هذا القسم الثاني من اللحن الخفي هل هو ملحق بالقسم الأول في الاتفاق على حرمته أم أن الأمر فيه دون ذلك.
فممن قال بحرمته وأنه لا فرق بينه وبين القسم الأول البركوي 1 في شرحه على الدر اليتيم قال: تحرم هذه التغييرات جميعها لأنها وإن كانت لا تخل بالمعنى تخل باللفظ، وتؤدي إلى فساد رونقه وذهاب حسنه وطلاوته 2.
وناصر الدين الطبلاوي 3 يرى أن هذه القواعد من الواجب الشرعي الذي يثاب فاعله ويعاقب تاركه.
__________
1 محمد بن بيرعلي البركوي الرومي الحنفي تقي الدين، واعظ نحوي مفسر محدث، توفي سنة (981هـ)
معجم المؤلفين، رضا كحالة 9/123، كشف الظنون، حاجي خليفة 1/736.
2 نهاية القول المفيد: 29.
3 محمد بن سالم الطبلاوي ناصر الدين، من علماء الشافعية، عاش نحو مائة سنة، توفي سنة (966هـ)
الأعلام، خير الدين الزركلي: 7/4

الصفحة 63