كتاب بناء المجتمع الإسلامي

الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: "اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى"، رواه مسلم.
وقد تضمنت الشريعة الإسلامية كل ما ينفع الإنسان في حياته وبعد موته، ويكفل قيام مجتمع صالح. والإسلام أقام مجتمعًا فاضلًا في عهد النبوة وعهد الخلفاء الراشدين، لأنه ينظم شئون الإنسان في دنياه، علاقاته الأسرية، علاقاته الاقتصادية، السياسية، وبالآخرين، وبربه.... إلخ.
والشريعة معناها الطريق المستقيم، وقد أطلقها فقهاء المسلمين على مجموعة الأحكام التي سنها الله لعباده على لسان رسوله الكريم ليعمل بها المسلمون عن إيمان والتزام ويقين قلبي مطلق، وتتضمن الشريعة الإسلامية أمورًا ثلاثة، وهي: المعتقدات، والأخلاق، وأفعال العباد الحسية. وهي ثلاثة أسس حددها الإسلام بشكل يكفل بناء مجتمع يخلو من الانحرافات، ويتسم بالتعاون والتنافس البناء في تقوى الله، ويخلو من الصراعات المدمرة. وتوجب العقيدة الإيمان المطلق بالغيب، وتحث الأخلاق الإسلامية على الصدق والعدل والوفاء ... إلخ، وهي التي تكفل علاقات اجتماعية سليمة، وقد امتدح الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم بقوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم} . أما أفعال العباد -الأحكام العملية- فتتعلق بما يصدر عن الشخص المكلف من أقوال وأفعال، أو هي القواعد التي تنظم سلوك الإنسان في إطار الأحكام الخمسة، وهي: الإيجاب والندب والإباحة والكراهية والتحريم القاطع، وهي كلها أحكام تستهدف توجيه التفاعلات الاجتماعية Social Interction في الاتجاه الذي يحقق التكامل الاجتماعي Social Integration على مستوى المجتمع، كما يحقق تماسك الجماعة Group Cohesion على مستوى الوحدات الصغرى -الأسرة- تنظيم العمل ... إلخ.
ويقوم التشريع الإسلامي على مجموعة من الدعائم نوجزها فيما يلي:
أولًا: نفي الحرج،
أي إلغاء كل ما يسبب الضيق والعسر للمسلمين.

الصفحة 31