كتاب بناء المجتمع الإسلامي
ويمكن القول أن جميع الشرائع السماوية لم تختلف على هذه الأهداف الخمسة، وترتب الشريعة الإسلامية السامية هذه المقاصد الخمسة حسب الأولويات في ثلاث مراتب متفاوتة الأهمية وإن كانت متكاملة، ويجب أن تؤخذ ككل.
أولًا: مرتبة الضروريات:
وتتمثل في ضرورة محاربة الكفر وإقرار الإيمان، وهذا يكون بقتل الكافر وإخضاع المبتدعين لحدود الله وتطبيق كافة حدود الله حتى يستقيم الناس وتستقيم تفاعلاتهم وعلاقاتهم الاجتماعية والاقتصادية والأسرية والسياسية ... إلخ.
ثانيًا: مرتبة الحاجيات:
وهي ما يلزم لحماية الأصل السابق، ويتضمن العديد من الإجراءات الوقائية والعلاجية، مثل منع بيع الخمر حتى يمتنع تداوله، ومثل منع الاحتكار -في أي سلعة- حتى يمتنع التحكم والتلاعب بالأسواق الأمر الذي ينعكس بشكل سيئ على أحوال المسلمين.
ثالثًا: مرتبة التحسينات:
وهذه المرتبة تتعلق بحفظ كرامة المسلمين وتحمي الأصول وتحفظ للمؤمن العزة فلله العزة ولرسوله وللمؤمنين، ومثال هذا حماية المسلم من الدعاوي الباطلة والسلب والنهب، ومنع خروج المرأة متزينة حتى لا تثير الشباب، وبالتالي تثير الفتنة وتؤدي إلى سلسلة من المشكلات الاجتماعية والدينية الكبرى. وسبيل الإسلام لتحقيق المجتمع الصالح والعلاقات الاجتماعية الراضية المرضية بين الناس، هو الوقاية فهي خير من العلاج.
أسس العلاقات الاجتماعية الصالحة
العدل واجتناب الظلم
...
أسس العلاقات الاجتماعية الصالحة:
أولًا: العدل واجتناب الظلم
من قبل أولياء الأمور وضرورة التزامهم بالتواضع والخلق الإسلامي. يقول تعالى لرسوله الكريم صلي الله عليه وسلم: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنْ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الشعراء: 215] . ويقول تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ
الصفحة 35
348