كتاب بناء المجتمع الإسلامي

وَالبَغْيّ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90] . وعن أبي يعلى معقل بن يسار رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: "ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة" متفق عليه. عن أبي مريم الأزدي رضي الله عنه أنه قال لمعاوية رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: "من ولاه الله شيئًا من أمور المسلمين فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم احتجب الله دون حاجته وخلته وفقره يوم القيامة" رواه الترمذي وأبو داود. وفي باب تحريم الظلم الذي يؤدي إلى خراب الأسر والمجتمعات والدول والعلاقات الاجتماعية*، يقول الله تعالى: {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ} [غافر: 18] وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم" رواه مسلم. وواضح هنا: أن هذا الأساس يوضح أهمية القيادة العادلة في بناء المجتمع الصالح.
__________
*ورد في مقدمة ابن خلدون "فصل في أن الظلم مؤذن بخراب العمران، وفصل في أن من أشد الظلمات وأعظمها في فساد العمران تكليف الأعمال وتسخير الرعايا بغير حق".
ثانيًا: طاعة أولياء الأمور في غير معصية:
قال تعالى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: 59] وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة". " متفق عليه".
ثالثًا: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
واجب على الناس التناصح فيما بينهم وترشيد بعضهم بعضًا بما يتفق مع الشريعة الإسلامية حتى يستقيم الناس في أجسادهم ونفوسهم وعقولهم وعلاقاتهم بشتى صورها وأنواعها، بينهم وبين بعضهم، وبينهم وبين الله سبحانه وتعالى.
يقول تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ

الصفحة 36