كتاب بناء المجتمع الإسلامي
ومعايير ومفاهيم وجزاءات- والتي تستهدف إشباع حاجات في أثناء المجتمع. وقد تنشأ هذه النظم بشكل تلقائي أو مقصود، وقد يكون مصدرها وضعيًّا، بشريًّا أو إلهيًّا، من خلال تشريع سماوي -كما في حالة النظم الإسلامية. والنطم تتفاعل وتتساند وظيفيًّا بشكل يحليها إلى أنساق معيارية Normative-System تتضمن السلوك المتوقع والهدف ونماذج العلاقات بالإضافة إلى الغايات القيمية والضوابط والجزاءات.
خصائص النظم الاجتماعية
لكل نظام وظيفة أو مجموعة من الوظائف يؤديها داخل المجتمع
...
خصائص النظم الاجتماعية:
أولا: لكل نظام وظيفة أو مجموعة من الوظائف يؤديها داخل المجتمع،
ولعل هذه الخاصية يمكن استنتاجها من تعريف النظم بأنها أساليب مقننة جماعية لمواجهة الحاجات الإنسانية الأساسية. فالنظام الاجتماعي أيًّا كان لا بد وأن يكون له وظيفة اجتماعية ما دام أنه إفراز اجتماعي أو أمر يعترف به المجتمع ويقره. وقد ذهب بعض الباحثين إلى حد القول بأن كل النظم مثل نظام الأسرة أو النظام السياسي أو الاقتصادي ... إلخ، هي نوع من السلوك المقصود أو الهادف. ومع اعتراف أغلب الباحثين بهذه الفكرة، إلا أن أغلبهم يرى أنه ليس من مهام الباحث معرفة الغرض وإنما يجب أن يقتصر على بيان دوره في الحياة الاجتماعية أو ما يقوم به من وظائف اجتماعية.
ثانيًا: يرتبط النظام بفكرة المعايير أو القواعد الضابطة للسلوك،
فهو ليس مجرد نماذج سلوكية، فهو إلى جانب ذلك نماذج مقننة، أي تخضع لقواعد معينة متفق عليها، ويجب على الناس الالتزام بها.
التزام الناس بهذه القواعد يرتبط بفكرة الجزاءات الاجتماعية
...
ثالثًا: إن الالتزام الناس بهذه القواعد يتربط بفكرة الجزاءات الاجتماعية Social Sanctions
فاتباع الناس لنماذج السلوك المعترف بها في المجتمع يرجع إلى التربية أو التنشئة الاجتماعية كأساس أول. وإذا فشلت فإن الأساس الثاني هو الخوف من الجزاءات الاجتماعية السلبية. وتتمثل
الصفحة 59
348