كتاب الشفاعة في الحديث النبوي

- صلى الله عليه وسلم - ((انصر اخاك ظالماً أو مظلوماً، قيل: كيف انصره ظالماً؟ قال: تحجزه عن الظلم فان ذلك نصره)) (¬1).
وقد يدل ظاهر النصوص انه لابد من ان يكون عدد الاناث اكثر من واحدة يقول - صلى الله عليه وسلم -:"من عال جارتين" "من انفق على إبنتين" وغيرهما كلها تدل على اكثر من واحدة فهل هو شرط في شفاعة الاناث؟
أقول: قد يحصل الثواب بالواحدة أو باكثر من ذلك للأحاديث التي تعضد هذا وهي ضعيفة فيقوى بعضها بعضاً، يقول الحافظ: ((وقد جاء ان الثواب المذكور يحصل لمن احسن لواحدة فقط)) (¬2).
جاء في حديث في حديث جابر عند الإمام أحمد في المسند ((فرأى بعض القوم ان لو قال وواحدة لقال وواحدة)) (¬3)،وفي حديث أبي هريرة عنده الإمام أحمد ايضاً (( ... قلنا وثنتين؟ قال: وثنتين قلنا واحدة؟ قال: وواحدة)) (¬4).
وهكذا عالج الإسلام قضية "وأد البنات" حيث ((جاء الشرع بزجرهم عن ذلك (¬5) ورغب في ابقائهنّ، وترك قتلهنّ بما ذكر من الثواب الموعود به من احسن اليهنّ وجاهد نفسه في الصبر عليهنّ)) (¬6).

النوع الثالث:-شفاعة الصبر على موت الأولاد:
الأولاد زينة الحياة الدنيا قال تعالى: ((المال والبنون زينة الحياة الدنيا)) (¬7) ولما كانت هذه الزينة محببة إلى قلب الإنسان ((زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين ... )) (¬8) فكان الامر في غاية الاهمية بالنسبة للأنسان فليس من موت أصعب من موت الأولاد.
ولما كان الله -جل جلاله- خالق الإنسان فهو اقرب اليه من حبل الوريد ويعلم
¬_________
(¬1) انظر تخريجه في المسند الجامع، 2/ (1039و1040).
(¬2) فتح الباري10/ 525 بتصرف يسير.
(¬3) أخرجه أحمد 3/ 303، وأنظر المسند الجامع 4/ (2817).
(¬4) أخرجه أحمد.2/ 335 وأنظر المسند الجامع 17/ (14269)
(¬5) كقوله تعالى "ولاتقتلوا اولادكم خشية املاق .. " الاية سورة الاسراء/31.
(¬6) فتح الباري10/ 526، وانظر شرح شرح مسلم، النووي 16/ 179.
(¬7) الكهف /46.
(¬8) آل عمران/ 13.

الصفحة 161