كتاب الشفاعة في الحديث النبوي

د- الايات التي صرحت بإثبات الشفاعة في الدنيا أو الاخرة.
يقول تعالى: ((من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها)). (¬1) ومقتضاها: انه من يسعى في امرٍ فيترتب عليه خيرٌ كان له نصيب من ذلك ومن يشفع شفاعة سيئة يترتب عليه وزر من ذلك الامر الذي ترتب عليه سعيه ونيته. (¬2)

ثانياً:- الآيات التي اشتملت على معنى الشفاعة ((ضمناً)) وهي على قسمين:
قسم ينفي الشفاعة كقوله تعالى: ((والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم إلاّ ليقربونا إلى الله زلفى أن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هم كاذب كفار)) (¬3). وهذا النفي هو عن الكافرين كما مر معنا في الايات السابقة.
وقسم يثبت شفاعة الشافعين كقوله تعالى: ((عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً)) (¬4)، وقد ذهب جمهور المفسرين كالطبري (¬5) والزمخشري (¬6)، والرازي (¬7)، والسيوطي (¬8)، وغيرهم (¬9). إلى انّ مراد الاية أن المقام المحمود هو الشفاعة كما سنبينه في موضعه (¬10). ومنها قوله تعالى ((ولسوف يعطيك ربك فترضى)). (¬11) والملاحظ في ايات الشفاعة: انّ القران الكريم عرض موضوع الشفاعة، عرضاً عاماً فلم يبين لنا اصناف الشفعاء، ولا اصناف المُشّفع لهم بصورة مفصلة.
لذا فقد يسأل سائل ويقول: في أي نوع من الذنوب تكون الشفاعة؟ وما هي أنواع الشفاعة؟ ومن هم الشفعاء؟.
¬_________
(¬1) النساء/85.
(¬2) انظر تفسير القران العظيم، إبن كثير 1/ 503.
(¬3) الزمر/3.
(¬4) الاسراء/79.
(¬5) جامع البيان 9/ 140.
(¬6) الكشاف 2/ 687.
(¬7) التفسير الكبير 21/ 32.
(¬8) الدر المنثور 5/ 325.
(¬9) انظر صفحة 47 من بحثنا هذا.
(¬10) انظر صفحة 46 من بحثنا.
(¬11) الضحى /5.

الصفحة 29