كتاب الشفاعة في الحديث النبوي

المبحث الثالث
مناقشة منكري الشفاعة
يمكننا القول أن اصل الشفاعة تُقرّبه الفرق الاسلامية باجمعها، ولكن الاختلاف يبدو واضحاً في أنواع الشفاعة، وخاصة الشفاعة للعصاة من اهل الايمان، وهنا سأتعرض لأبرز الفرق الاسلامية التي انكرت بعض أنواع الشفاعة التي اتفق عليها جمهور الامة وأبرزها الخوارج والمعتزلة (¬1)
(1) الخوارج:
الخوارج هم طائفة مبتدعة معرفة وقد انكرت شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - لأهل الكبائر من المؤمنين (¬2).يقول الحافظ إبن حجر:- ((أن الخوارج الطائفة المشهورة المبتدعة كانوا ينكرون الشفاعة وكان الصحابة ينكرون انكارهم ويحدثون بما سمعوا من النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك)) (¬3).
يقول السالمي- وهو من الخوارج الاباضية-: ((اثبتت الاشاعرة الشفاعة لاهل الكبائر تعويلا على حديث رووه: ((شفاعتي لاهل الكبائر من أمتي)). ويجاب من وجه: احداها انه خبر واحد يعارض القطعي. ثانيها: انه عارضته رواية مثلها ونصها: ((لا تنال شفاعتي أهل الكبائر من أمتي)) فهذه بتلك)) (¬4).
(2) المعتزلة:
اثبتت المعتزلة اصل الشفاعة (¬5) فاقروا بعض انواعها وانكروا البعض الآخر. نص
¬_________
(¬1) انظر شرح العقيدة الطحاوية، إبن أبي العز، تحقيق الارنؤوط 1/ 290
(¬2) انظر مقالات الاسلاميين، الاشعري 1/ 157، والفصل، إبن حزم 4/ 190 ويستثنى من الخوارج فرقة النجدات فانهم اقروها انظر الفصل 4/ 180.
(¬3) فتح الباري 11/ 520، وانظر عون المعبود، العظيم ايادي 3/ 72.
(¬4) مشارق الانوار 2/ 132 و133، وانظر الاحتجاج بخبر الآحاد، صهيب السقار ص 254.
(¬5) انظر شرح الاصول الخمسة، القاضي عبد الجبار 688، وشرح العقائد النسفية التفتازاني ص125 - 126.

الصفحة 33