كتاب الشفاعة في الحديث النبوي

ثلاث فزعات فيأتون أدم ... )) (¬1).
وهذه الشفاعات ((تكون بعد أن يلجأ الناس إلى بعض الانبياء فيميل كل منهم على اخر حتى يصل الامر إلى رسولنا عليه الصلاة والسلام)) (¬2).
فالفزعة الاولى هي للفصل بين العباد بعد طول الموقف وصعوبته، وقد صح من حديث إبن عمر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:
((إن الناس يصيرون يوم القيامة جثا كل امة تتبع نبيها يقولون: يا فلان اشفعْ، حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود)) (¬3).
يقول الشيخ حوى: ((المقام المحمود هو الذي يشفع فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لاهل الموقف بعد طول الموقف ليفصل الله عز وجل في شأنهم وهذه الشفاعة هي التي تسمى شفاعة فصل الخطاب)) (¬4). وهو مذهب جمهور اهل العلم، أن شفاعة الموقف من شفاعات المقام المحمود كما مر معنا (¬5). واستدل الشيخ حوى على أن الشفاعة التي تصاحب الفزعة الثانية من شفاعات المقام المحمود: بما اخرجه الامام مسلم بسنده عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ((يجمع الله تبارك وتعالى الناس فيقوم المؤمنون حتى تزلف لهم الجنة فيأتون آدم فيقولون: يا أبانا استفتح لنا الجنة ... فيأتون محمداً - صلى الله عليه وسلم - فيقوم فيؤذن له وترسل الامانة والرحم فتقومان جنبتي الصراط يميناً وشمالاً فيمر أولكم كالبرق" قال: قلت بأبي وامي: أي شيء كالبرق قال:" الم تروا إلى البرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين كمر الريح، ثم كمر الطير وشدّ الرجال تجري بهم اعمالهم ونبيكم قائم على الصراط يقول: رب سلم سلم حتى تعجز اعمال العباد حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير الا زحفاً)) (¬6).
¬_________
(¬1) انظر تخريجه برقم (32).
(¬2) الاساس في السنة، قسم العقائد 3/ 1301
(¬3) انظر تخريجه برقم (21).
(¬4) الاساس في السنة، قسم العقائد 3/ 1262، وانظر معارج القبول، الحكمي 208.
(¬5) انظر ص51 من هذا الكتاب.
(¬6) انظر تخريجه برقم (12)، وانظر الاساس في السنة، قسم العقائد سعيد حوى 3/ 1340، معارج القبول، الحكمي 213.

الصفحة 73