كتاب سيرة ابن اسحاق = السير والمغازي

ليسمع كلامك الآن. قال فأنت والله أصدق عندي من ابن قميئة وأبر، لقول ابن قميئة: قتلت محمداً، ثم نادى أبو سفيان: أنه قد كان في قتلاكم مثل «1» والله ما رضيت وما سخطت وما أمرت ولا نهيت، ولما انصرف أبو سفيان ومن معه نادى: إن موعدكم بدر العام المقبل، فقال رسول الله لرجل من أصحابه: قل:
نعم هي بيننا وبينك موعداً، ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم على بن أبي طالب فقال:
أخرج في إثر القوم فانظر ماذا يصنعون، وماذا يريدون، فإن كانوا قد جنبوا الخيل وامتطوا الابل [فإنهم يريدون مكة، وان ركبوا الخيل وساقوا الابل] «2» فإنهم يريدون المدينة، والذي نفسي بيده لئن أرادوها لأسيرن إليهم فيها، ثم لأناجزنهم، قال علي رحمه الله عليه: فخرجت في إثرهم أنظر ماذا يصنعون، فلما جنبوا الخيل، وامتطوا الابل، ووجهوا إلى مكة، أقبلت أصيح ما أستطيع أن أكتم ما أمرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بي من الفرح إذ رأيتهم انصرفوا عن المدينة.
أخبرنا عبد الله بن الحسن الحراني قال: نا النفيلي قال: نا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحق قال: وفزع الناس لقتلاهم، فقال رسول الله- كما حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن [أبي] «3» صعصعة المازني أخو بني النجار: من رجل ينظر لي ما فعل سعد بن الربيع (16- و) أخو بلحارث بن الخزرج في الأحياء أو في الأموات؟ فقال رجل من الأنصار: أنا أنظر لك يا رسول الله ما فعل، فنظر فوجده جريحاً في القتلى، به رمق، فقال له: إن رسول الله أمرني أن أنظر له في الأحياء أنت أم في الأموات، قال: فأنا في الأموات فأبلغ رسول الله عني السلام، وقل له: أن سعد بن الربيع يقول: جزاك الله عنا خير ما جزى نبيا
__________
(1) يقصد عمليات التمثيل يحثث قتلى المسلمين.
(2) زيادة من ابن هشام: 2/ 94.
(3) زيد ما بين الحاصرتين من ابن هشام: 2/ 94، وانظر أيضا التاريخ الكبير للبخاري: 5/ 130- 131.

الصفحة 334