كتاب المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي

وينطق "إحنا" بين الحضريين في الجنوب، والبدو في الغرب وينطق: "حنا" بين البدو في الشرق، كما يذكر أن عددا قليلا من البدو ينطق به: "لحنا".
وفي مجال المفردات: "يذكر "برجشتراسر" أن البدو يستخدمون في معنى: "الآن" مثلا: كلمة "هسع" أو هساع"، وكذلك الحضريون في شرقي الأردن. أما باقي الحضريين، فإنهم يستخدمون: "هلق" أو "هلأ" أو هلقت" أو "هلات" وما أشبه ذلك. وكذلك أيضا: "إسا" أو "هلقت" أو "هلئت".
كما يذكر أن الحضر في الجنوب الغربي يقولون: "في عرضك" أو "بعرضك". أما البدو هناك فيقولون: "دخالك"، وباقي المناطق تقول: "دخيلك".
هذه بعض أمثلة، لما في هذا الأطلس اللغوي من ملاحظات لغوية قيمة. ويلاحظ في هذا العمل أنه ككل دراسة جغرافية للغة -وصفي بحت، أي أنه يعني بالواقع اللغوي ويسجله، ولا يهمه البحث عن الأسباب والدواعي، التي قادت إليه، أو بمعنى آخر: لا يعني بأصول الظواهر اللغوية. وقد أشار "برجشتراسر" في خاتمة أطلسه إلى ذلك، فقال: "وهذا البحث يرمي إلى توضيح الصلات اللغوية الحاضرة بين سوريا وفلسطين. وأما بحث تطورها التاريخي، فهو عمل قائم بذاته ويحتاج في تنفيذه إلى النقل الواسع عن المراجع التاريخية. وعلى العكس من ذلك، لا تكمل البحوث التي تتعلق بلغة سوريا وفلسطين، ولا تلك التي تتعلق بفتح العرب لهذه المنطقة، إلا بمعرفة الصلات اللغوية الحاضرة، وإذا كان الفتح العربي لهذه المنطقة قد أدى إلى اندثار اللغة الآرامية، فإن هذا البحث يحتاج إلى تكملة من جانب

الصفحة 163