كتاب المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي

لأنه يعد عملا غير مفيد، فكل ما تعمله أنها قد تغير وضع العناصر الصوتية، في هذه الكلمة أو تلك. وهذه طريقة تشوه ولا تخلق، فالخلق أمر في غاية الندرة، "ومعناه خلق كلمة من الهواء والتكلم بها. ويتم ذلك عادة على يد بعض الأشخاص المشهورين، الذين يصادف ابتكارهم قبولا"1.
وإذا ذكر لهذا الخلق بعض الأمثلة، فإنما تذكر على سبيل التندر، مثل كلمة: "gaz" غاز" التي اخترعت في القرن الثامن عشر، وكذلك rococo "نوع من الزخرفة". ومن ذلك أسماء بعض المستحضرات والسلع والآلات، مثل كلمة: "Kodak "كوداك"، فقد خرجت كما هي من دماغ مخترعها.
ولكن مثل هذه الكلمات صعبة الصنع، فلا شيء أصعب من صنع كلمة، دون الاهتداء بوسائل الاشتقاق والتركيب المعتادة في اللغة، التي يتكلمها الصانع. ولئن صح ما قيل من أن كلمة: gaz فيها صدى كلمة: Geist بمعنى: "روح" كنا في هذه الحالة أمام تشويه، لكلمة موجودة بالفعل.
أما الكلمات التي من قبيل: kodak وrococo فلا يجرؤ على ذلك إلا عالم فقيه تماما.
"وأنا أشك مطلقا في أن الوقت قد حان لمثل ذلك العمل. ولكن قبل ذلك، يمكن القول بضرورة كثير من الأبحاث الصغيرة المتقنة. ومما يعوق البحث على وجه الخصوص، أن نصوص اللغات السامية، التي تحت يدنا، لا تعبر عن أصوات تلك اللغات تعبيرا كافيا، وأعتقد أن بحث الجملة بحثا مقارنا في اللغات السامية، أسهل من بحث الأصوات والصيغ فيها"2.
__________
1 أسس علم اللغة لماريوباي 156.
2 انظر: اللغات السامية لنولدكه 15، 16.

الصفحة 206