كتاب المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي

يكون للتأنيث ثلاث علامات، تصبح في اللغة علامة واحدة لكل أنواع المؤنث. ونلحظ مثل هذا في لغة الطفل، الذي يميل إلى أن يؤنث المؤنث بالتاء وحدها؛ لأنها هي العلامة الكثيرة الشيوع في لغة الكبار من حوله، فنراه يقول مثلا: "قلم أحمر وكراسه أحمره". وهو يحتاج إلى بعض الوقت، حتى يدرك أن هناك صيغا أخرى للتأنيث.
ويرى بعض الباحثين المحدثين، أن الألف المقصورة والممدودة في العربية، تطور عن تاء التأنيث في السامية الأولى. والسبب في هذا ما رآه من تطور هذه التاء في العبرية والآرامية إلى ألف المد.
والحقيقة أن وجود "الياء" فيما تبقى من أمثلة الألف المقصورة في العبرية والآرامية "التي عرضناها من قبل" يجعلنا نرى سلفا آخر للألف المقصورة، غير تاء التأنيث، هو "التاء". أي أننا نتصور أصل كلمة: "حُبْلَى" مثلا، على النحو التالي:

الصفحة 263