كتاب العدة في شرح العمدة في أحاديث الأحكام لابن العطار (اسم الجزء: 3)
الحديث الثاني
عَنْ أسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُما- قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! أتَنْزِلُ غَدًا في دَارِكَ بِمَكَّةَ؟ قال: "وَهَلْ تَرَكَ لَنَا عَقِيلٌ مِنْ رِبَاعٍ؟! "، ثم قَالَ: "لَا يَرِثُ الكَافِرُ المُسْلِمَ، وَلَا المُسْلِمُ الكَافِرَ" (¬1).
أمَّا أسامةُ بنُ زيدٍ؛ فهو الحِبُّ وابنُ الحِبِّ، وتقدَّم ذكرهما.
وأَمَّا عَقِيلٌ؛ فهو بفتح العين وكسر القاف، فهو ابنُ عمِّ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وكان بنو أبي طالب أربعة: طالب، وعقيل، وجعفر، وعلي -رضي الله عنهم-، ومات طالب كافرًا، وكان عقيل أسن من جعفر بعشر سنين، وكان طالب أسن من عقيل بعشر سنين، وجعفر أسن من عليّ بعشر سنين.
وكان عقيل من أنسب قريش، وأعلمهم بآبائها، كنيته: أبو زيد، وقيل: أبو عيسى بن أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب، شهد بدرًا مع المشركين، وأُسِر يومئذٍ مكرهًا، ثم أسلم قبل الحديبية، وشهد غزوة مؤتة، ومات بعدما عمي في خلافة معاوية.
وروى عنه الحسن بن أبي الحسن، وابنه محمد، وابن ابنه عبد الله، وموسى بن طلحة، وغيرهم، ورى له النَّسائيّ وابن ماجه (¬2).
¬__________
(¬1) قلت: هما حديثان في سياقين، وإن كان مخرجهما متحدًا، فالأول، وهو قوله: "وهل ترك لنا عقيل من رباع؟ ": رواه البُخاريّ (1511)، كتاب: الحج، باب: توريث دور مكّة وبيعها وشرائها، ومسلم (1351)، كتاب: الحج، باب: النزول بمكة للحاج وتوريث دورها. والثاني وهو قوله: "لا يرث الكافر المسلم، ولا المسلم الكافر": رواه البُخاريّ (6383) كتاب: الفرائض، باب: لا يرث المسلم الكافر، ولا الكافر المسلم، ومسلم (1614)، كتاب: الفرائض في أوله، بلفظ: "لا يرث المسلم الكافر، ولا الكافر المسلم".
(¬2) وانظر ترجمته في: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (4/ 42)، و "التاريخ الكبير" للبخاري (7/ 50)، و "الاستيعاب" لابن عبد البر (3/ 1078)، و "تاريخ دمشق" لابن عساكر (41/ 4)، و "أسد الغابة" لابن الأثير (4/ 61)، و "تهذيب الأسماء واللغات" للنووي (1/ 309)، و "تهذيب الكمال" للمزي (20/ 235)، و "سير أعلام النبلاء" للذهبي (1/ 218)، و "الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر (4/ 531)، و "تهذيب التهذيب" له أيضًا (7/ 226).