كتاب العدة في شرح العمدة في أحاديث الأحكام لابن العطار (اسم الجزء: 3)

عبد الرحمن، ومسلم، والحسن البصري، وغيره، وروى له أصحاب السنن والمساند.
كان ممن اعتزل يوم الجمل، ولم يقاتل مع واحد من الفريقين، مات بالبصرة سنة إحدى، وقيل: اثنتين وخمسين، وصلى عليه أبو برزة الأسلمي (¬1).
وأما سجستان؛ فهي بفتح السين المهملة، قاله "صاحب المطالع" (¬2)، وقال السمعاني في "أنسابه" (¬3): بكسر السين والجيم وسكون السين الأخرى بعدها تاء مثناة فوق مفتوحة: إحدى البلاد المعروفة بكابل، كان بها ومنها جماعة كثيرة من العلماء والمحدثين، والله أعلم.
وهذا الحديث نص في المنع من القضاء حالة الغضب؛ وذلك لما يحصل للنفس بسببه من التشويش الموجب لاختلال النظر، وعدم حصوله على الوجه المطلوب، وعداه الفقهاء بهذا المعنى إلى كل حال يخرج الحاكم فيها عن سداد النظر واستقامة الحال؛ كالشبع المفرط، والجوع المقلق، والهم والفرح البالغ، ومدافعة الحدث، وتعلق القلب بأمر، ونحو ذلك، فكل واحد مما ذكر مشوش للذهن، حامل على الغلط، ولو قضى مع واحد من الجوع والغضب، نفذ إذا ساق الحق، وكان مكروهًا؛ للنهي.
وقد قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شراج الحرة، وقال في اللقطة في ضالة الإبل: "ما لَكَ ولها؟ " (¬4) في حال الغضب، وكأنه - صلى الله عليه وسلم - إنما خص الغضب بالنهي عن
¬__________
(¬1) وانظر ترجمته في: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (7/ 15)، و"التاريخ الكبير" للبخاري (8/ 112)، و"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (8/ 489)، و"الثقات" لابن حبان (3/ 411)، و"الاستيعاب" لابن عبد البر (4/ 1530)، و"تاريخ دمشق" لابن عساكر (62/ 201)، و"أسد الغابة" لابن الأثير (5/ 334)، و"تهذيب الأسماء واللغات" للنووي (2/ 486)، و"تهذيب الكمال" للمزي (30/ 5)، و"سير أعلام النبلاء" للذهبي (3/ 5)، و"الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر (6/ 467)، و "تهذيب التهذيب" له أيضًا (10/ 418).
(¬2) انظر: "مشارق الأنوار" للقاضي عياض (2/ 234).
(¬3) انظر: "الأنساب" للسمعاني (3/ 225).
(¬4) تقدم تخريجه.

الصفحة 1566