كتاب العدة في شرح العمدة في أحاديث الأحكام لابن العطار (اسم الجزء: 3)

أسيد -بفتح الألف- بن رفاعةَ بن ثعلبةَ بن هوازن بن أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرِو بن عامر، وهو أخو زيد بن أبي أوفى.
شهد الحديبية، وهي بيعة الرضوان، وخيبر، وما بعدها من المشاهد، ولم يزل بالمدينة حتى قُبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم تحول إلى الكوفة، وابتنى بها دارًا في أسلم.
روي له عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمسة وتسعون حديثًا، اتفق البخاري ومسلم على عشرة، وانفرد البخاري بخمسة، ومسلم بحديث. وروى عنه: طلحة بن مصرف، وغير واحد، وروى له أصحاب السنن والمساند.
ومات بالكوفة سنة ست، وقيل: سنة سبع وثمانين، وهو آخر من مات من الصحابة -رضي الله عنهم- بالكوفة، وكان قد كف بصره، والله أعلم (¬1).
وأما قوله: "نادى منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن: اكفؤوا القدور"؛ ضبطوا: اكفؤوا بألف وصل، وفتح الفاء، من كفأت، ثلاثي، ومعناه: اقلبوا وكبوا وفرغوا ما فيه، ويصح في اللغة أن يقال بهمزة قطع وكسر الفاء، من أكفأت، رباعي، وهو لغتان بمعنى، عند كثير من أهل اللغة، منهم الخليل، والكسائي، وابن السكيت، وابن قتيبة، وغيرهم، وقال الأصمعي: يقال: كفأت، ولا يقال: أكفأت (¬2).
وهذه الرواية تشتمل على لفظ التحريم، وهو أبلغ من لفظ النهي.
وأمره - صلى الله عليه وسلم - بإكفاء القدور محمول على أنه سبب التحريم لأكل لحومها عند
¬__________
(¬1) وانظر ترجمته في: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (6/ 21)، و"التاريخ الكبير" للبخاري (5/ 24)، و"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (5/ 120)، و"الاستيعاب" لابن عبد البر (3/ 870)، و"تاريخ دمشق" لابن عساكر (31/ 30)، و"أسد الغابة" لابن الأثير (3/ 181)، و"تهذيب الأسماء واللغات" للنووي (1/ 247)، و"تهذيب الكمال" للمزي (14/ 317)، و"سير أعلام النبلاء" للذهبي (3/ 428)، و"الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر (4/ 18)، و"تهذيب التهذيب" له أيضًا (5/ 132).
(¬2) انظر: "مشارق الأنوار" للقاضي عياض (1/ 344)، و"النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير (4/ 182)، و"شرح مسلم" للنووي (13/ 92 - 93)، و"لسان العرب" لابن منظور (1/ 141)، (مادة: كفأ).

الصفحة 1598