كتاب العدة في شرح العمدة في أحاديث الأحكام لابن العطار (اسم الجزء: 3)

أما هَمَّامُ بنُ الحارث، فهو تابعيٌّ نخعيٌّ كوفيٌّ، ثقة، وثَّقه ابن معين، وروى له: البخاري، ومسلم، وأصحاب السنن والمساند.
سمع: عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، وعبدَ الله بن مسعود، والمقداد بن الأسود، وعمارَ بن ياسر، وحذيفةَ بن اليمان، وعائشةَ أم المؤمنين -رضي الله عنهم-.
روى عنه: سليمانُ بن يسار، وإبراهيمُ النخعي، وغيرهما (¬1).
وأما عَدِيُّ بن حاتمِ: فكنيته أبو طريف بنُ حاتم بنِ عبدِ الله الطائي، مهاجريٌّ، وهو منسوب إلى طيِّيء بن أدد بن زيد بن كهلان، ويختلفون في بعض الأسماء من جده عبد الله إلى طيِّئ، فيما بينهما.
قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - في شعبان سنة سبع من الهجرة، وقيل: في شعبان سنة عشر.
قال أبو عمر بن عبد البر: وخبره في قدومه على النبي - صلى الله عليه وسلم - في شعبان خبر عجيب، وهو حسن صحيح من رواية قتادة عن ابن سيرين.
ثم قدم على أبي بكر بصدقات قومه في حين الردة، ومنع قومه وطائفة معهم من الردة بثبوته على الإسلام وحسن رأيه.
وكان سريًّا شريفًا في قومه، خطيبًا، حاضر الجواب، فاضلًا، كريمًا.
روي عنه أنه قال: ما دخل وقت صلاة قط، إلا وأنا أشتاق إليها (¬2).
وقال: ما دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - قَطُّ إلا وَسَّع لي أو تحرَّك، ودخلت عليه يومًا
¬__________
(¬1) وانظر ترجمته في: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (6/ 118)، و"التاريخ الكبير" للبخاري (8/ 236)، و"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (9/ 106)، و"الثقات" لابن حبان (5/ 510)، و"حلية الأولياء" لأبي نعيم (4/ 178)، و"صفة الصفوة" لابن الجوزي (3/ 35)، و "تهذيب الكمال" للمزي (30/ 297)، و"سير أعلام النبلاء" للذهبي (4/ 283)، و"تهذيب التهذيب" لابن حجر (11/ 58).
(¬2) رواه الإمام أحمد في "الزهد" (ص: 169)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (40/ 86 - 87).

الصفحة 1615