كتاب العدة في شرح العمدة في أحاديث الأحكام لابن العطار (اسم الجزء: 3)

في تركه بالتوبة. وقال الماجشون: إن عرف بذلك، قتل، وإلا، عزر (¬1).
ومنها: دلالة ظاهرة لمذهب الشافعي وموافقيه: أن القاتل يستحق السلب، وأنه لا يخمس، وتقدم ذلك، والكلام عليه.
ومنها: استحباب سؤال الإمام عمن فعل فعلًا جميلًا؛ ليثني عليه، ويعطيه ما يستحق عليه.
ومنها: استحباب مجانسة الكلام، إذا لم يكن فيه تكلف ولا فوات مصلحة، والله أعلم.
* * *

الحديث التاسع
عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - سَرِيَّةً إلَى نَجْدٍ، فَخَرَجْتُ فِيهَا، فَأَصَبْنَا إبلًا وَغَنَمًا، فَبَلَغَتْ سُهْمانُنا اثْنَي عَشَرَ بَعِيرًا، وَنَفَّلَنَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بَعِيرًا بَعِيرًا (¬2).
أما نجد؛ فهو ما بين جرش إلى سواد الكوفة، وحَدُّهُ مما يلي المغرب: الحجاز، وعن يسار الكعبة: اليمن. ونجد كلها من عمل اليمامة، هكذا ذكره صاحب "مطالع الأنوار".
وقال ابن الأثير الجزري في "الغريب": والنجد: ما ارتفع من الأرض، وهو اسم خاص لما دون الحجاز مما يلي العراق (¬3).
قلت: والمراد به في هذا الحديث: مكانٌ من هذه الناحية معين، والله أعلم.
¬__________
(¬1) انظر: "شرح مسلم" للنووي (12/ 67).
(¬2) رواه البخاري (4083)، كتاب: المغازي، باب: السرية التي قبل نجد، ومسلم (1749)، كتاب: الجهاد والسير، باب: الأنفال، وهذا لفظ مسلم.
(¬3) انظر: "مشارق الأنوار" للقاضي عياض (2/ 34)، و"النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير (5/ 18)، و"معجم البلدان" لياقوت (5/ 261)، و"تهذيب الأسماء واللغات" للنووي (3/ 350).

الصفحة 1691