كتاب العدة في شرح العمدة في أحاديث الأحكام لابن العطار (اسم الجزء: 2)

وزوَّجَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ابنتَه عائشةَ - رضي اللهِ عنها -، وكان يقال لها: الصديقة بنتُ الصديق، وكان أبو بكر - رضي الله عنه - أعلم الناس بحديث التخيير، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو المخير، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "دَعُوا لي صاحبي؛ فإنكم قلتم لي: كذبتَ، وقالَ: صدقتَ" (¬1)، وقال - صلى الله عليه وسلم - في كلام البقرة والذئب: "آمنتُ بهذا أنا وأبو بكرٍ وعمرُ" (¬2)، وما هما [ثَمَّ]، ثم علم - صلى الله عليه وسلم - منهما بما كانا عليه من اليقين والإيمان.
وقال عمرو بن العاص - رضي الله عنه -: قلت: يا رسول الله! من أحبُّ الناس إليك؟ قال: "عائشة"، قلت: من الرجال؟ قال: "أبوها" (¬3).
وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن أَمَنَّ الناسِ عليّ في صحبته ومالِه أبو بكر، ولو كنت متخذًا خليلًا، لاتخذت أبا بكر خليلًا، ولكن أخوة الإسلام، لا تبقينَّ في المسجد خَوْخَةٌ إلا خوخة أبي بكر" (¬4).
وعن أَبِي أمامةَ الباهليِّ - رضي الله عنه - قال: حدثني عمرو بن عَبَسة، قال: أتيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو باركٌ بعكاظ، فقلت: يا رسول الله! من اتبعك على هذا الأمر؟ قال: "حُرٌّ وعبدٌ: أبو بكر، وبلال"، قال: فأسلمت عند ذلك (¬5).
وعن أنس: أن أبا بكر الصديق - رضي الله عنهما - حدثه قال: قلت:
¬__________
(¬1) رواه البخاري (3461)، كتاب: فضائل الصحابة، باب: قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لو كنت متخذًا خليلًا"، عن أبي الدرداء - رضي الله عنه -.
(¬2) رواه البخاري (2199)، كتاب: المزارعة، باب: استعمال البقر للحراثة، ومسلم (2388)، كتاب: فضائل الصحابة، باب: من فضائل أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(¬3) تقدم تخريجه.
(¬4) رواه البخاري (3691)، كتاب: فضائل الصحابة، باب: هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه إلى
المدينة، ومسلم (2382)، كتاب: فضائل الصحابة، باب: من فضائل أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -.
(¬5) رواه مسلم (832)، كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: إسلام عمرو بن عبسة.

الصفحة 619