كتاب العدة في شرح العمدة في أحاديث الأحكام لابن العطار (اسم الجزء: 2)

وقال مسروق: حبُّ أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - ومعرفة فضلهما من السنة (¬1).
وعن حذيفة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اقتدوا باللَّذَيْنِ من بعدي: أبي بكر وعمر" (¬2).
وقال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: اجعلوا إمامكم خيرَكم؛ فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إمامنَا خيرنا (¬3).
وقال أبو بكر بن عياش - رحمه الله - في مجلسه العام: ما ولد لآدم ولد بعد النبيين والمرسلين أفضل من أبي بكر، قالوا: صدقت يا أبا بكر، قال له عاصم بن يوسف مولى فضيل بن عياض: يا أبا بكر! ولا يوشع بن نون وصي موسى؟ قال: ولا يوشع بن نون وصي موسى، إلا أن يكون نبيًّا، ثم فسره أبو بكر فقال: قال الله -عزَّ وجلَّ-: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110]، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أفضل هذه الأمة بعدي أبو بكر" (¬4)، قال الحافظ أبو محمد عبد الغني المقدسي - رحمه الله -: والأمة مجمعة على ما قال أبو بكر - رحمه الله - إلا من لا يعتد بخلافه.
وكان أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - أول الناس إسلامًا، وهاجر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وشهد معه بدرًا والمشاهد كلها، ثم ولي الخلافة بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سنتين ونصفًا، وقد اختلف فيما بعد السنتين اختلافًا كثيرًا، فأكثرها ستة أشهر، وأقلها ثلاثة أشهر إلا خمس ليال، وحكي قول غريب: أن
¬__________
(¬1) رواه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" (3/ 112)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (30/ 391)، وابن قدامة في "المتحابين في الله" (ص: 69 - 70).
(¬2) رواه الترمذي (3662)، كتاب: المناقب، في مناقب أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما -، والإمام أحمد في "المسند" (5/ 382)، والبزار في "مسنده" (2827)، والحاكم في "المستدرك" (7952)، وغيرهم.
(¬3) انظر: "التمهيد" لابن عبد البر (22/ 131)، و"الاستيعاب" له أيضًا (3/ 971).
(¬4) رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (30/ 395).

الصفحة 623