كتاب العدة في شرح العمدة في أحاديث الأحكام لابن العطار (اسم الجزء: 2)

باب الذكر عقيب الصلاة
قوله: عقيب -بالياء- لغةٌ شاذة في عقب الشيء -بلا ياء-، وهي الفصيحة المعروفة، ومعناها: بعد الشيء.
* * *

الحديث الأول
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا-: أَن رَفْعَ الصَّوْتِ بالذكْرِ حِينَ يَنْصَرِفُ النَّاسُ مِنَ المَكْتُوبَةِ، كَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كنتُ أَعْلَمُ إذَا انْصَرَفُوا بذَلِكَ إذَا سَمِعْتُهُ (¬1)، وفي لفظ: مَا كُنَّا نَعْرِفُ انْقِضَاءَ صَلاَةِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إلَّا بِالتَّكْبِيرِ (¬2).
تقدم ذكر ابن عباس.
وهذان الحديثان مرفوعان إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحكم؛ لتقرير النبي - صلى الله عليه وسلم - للذكر برفع الصوت من غير نكير منه؛ لأن هذه الحالة تدل على علمه بها، فيدل ذلك على شرعيته واستحبابه، وتأكيد التكبير من الذكر، وقد قال ذلك من الاستحباب
¬__________
(¬1) رواه البخاري (805)، كتاب: صفة الصلاة، باب: الذكر بعد الصلاة، ومسلم (583)، كتاب: المساجد ومواضع الصلاة، باب: الذكر بعد الصلاة.
(¬2) رواه البخاري (806)، كتاب: صفة الصلاة، باب: الذكر بعد الصلاة، ومسلم (583)، كتاب: المساجد ومواضع الصلاة، باب: الذكر بعد الصلاة.

الصفحة 642