كتاب العدة في شرح العمدة في أحاديث الأحكام لابن العطار (اسم الجزء: 2)

باب العيدين
العيد مشتق من العَوْد، وهو الرجوع والمعاودة؛ لأنه يتكرر، وهو من ذوات الواو، وكان أصله: عِوْد -بكسر العين-، فقلبت الواو ياء؛ كالميقات والميزان، من الوقت والوزن، وجمعه أعياد، قال الجوهري: وإنما جمع بالياء، وأصله الواو؛ للزومها في الواحد، قال؛ ويقال في الفرق بينه وبين أعواد الخشب (¬1).
* * *

الحديث الأول
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَأبو بكْر وَعُمَرُ يُصَلُّونَ العِيدَيْنِ قَبلَ الخُطْبةِ (¬2).
أما ابن عمر، فتقدم ذكره.
واعلم أن أول صلاة صليت للعيد بالمدينة في المصلى صلاةُ عيد الفطر في السنة الثانية من الهجرة بعد بدر.
وأما قوله: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر" إلى آخره، فمعناه أن فعل صلاة العيد قبل الخطبة سنة ثابتة إلى الآن، لم ينسخ؛ لأن فعله - صلى الله عليه وسلم - حجةٌ بمجرده،
¬__________
(¬1) انظر: "تحرير ألفاظ التنبيه" للنووي (ص: 87 - 88)، و" المصباح المنير" للفيومي (2/ 436)، (مادة: عاد).
(¬2) رواه البخاري (920)، كتاب: العيدين، باب: الخطبة بعد العيد، ومسلم (888)، كتاب: صلاة العيدين، في أوله.

الصفحة 694