كتاب العدة في شرح العمدة في أحاديث الأحكام لابن العطار (اسم الجزء: 1)
أما لفظه:
فقوله: "إِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ في الإِنَاءِ" وَلَغَ -بفتح اللام- يَلَغُ -بفتحها أيضًا-، وحكى ابنُ الأعرابي كسرها في الماضي، ومصدرهما وَلغْ، ووُلوغ، وأولغه صاحبُه، وهو أن يُدخل لسانَه في المائع فيحرِّكَه، ولا يقال: ولغ بشيء من جوارحه غيرِ اللِّسان، والولوغ للكلب وسائر السِّباع، ولا يكون لشيء من الطَّير إلا الذباب (¬1).
وقال الجوهريُّ: قال أبو زيد: وَلغَ الكلبُ بشرابِنا، وفي شرابنا، ومن شرابنا (¬2).
وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "وَعَفِّرُوهُ الثامِنةَ بِالتراب"، التعفير: التمريغ، ومعناه: مرِّغوه بالتُّراب (¬3)، وقال صاحب "المطالع" (¬4): عفِّروه: اغسلوه بالتراب؛ أي: مع الماء (¬5)، ويقال منه: عَفَره -مخفف الفاء - يعفِرُه عَفْرًا، وعَفَّرَهُ تعفيرًا؛ أي: مرَّغه، والتراب معروف؛ وهو اسمُ جنس لا يثنى ولا يجمع، وقال المبرد: هو جمع واحدته ترابة، وله خمسة عشر اسمًا ذكرها ابن النَّحاس لا حاجة إلى ذكرها هنا (¬6).
¬__________
= (3/ 996)، و"صفة الصفوة" لابن الجوزي (1/ 680)، و"أسد الغابة" لابن الأثير (3/ 395)، و"تهذيب الأسماء واللغات" للنووي (1/ 271)، و"سير أعلام النبلاء" للذهبي (2/ 483)، و"تهذيب الكمال" للمزي (16/ 173)، و"الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر (4/ 242)، و"تهذيب التهذيب" له أيضًا (6/ 38)، و"التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة" للسخاوي (2/ 95).
(¬1) انظر: "النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير (5/ 225)، و"لسان العرب" لابن منظور (8/ 460)، (مادة: ولغ).
(¬2) انظر: "الصحاح" للجوهري (4/ 1329)، (مادة: ولغ).
(¬3) انظر: "المُغْرب" للمطرزي (2/ 69)، و"النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير (3/ 261)، و"لسان العرب" لابن منظور (4/ 583)، (مادة: عفر).
(¬4) لابن قرقول.
(¬5) انظر: "مشارف الأنوار" للقاضي عياض (2/ 97).
(¬6) انظر: "تحرير ألفاظ التنبيه" للنووي (ص: 42)، و"لسان العرب" لابن منظور (1/ 227)، (مادة: ترب).
الصفحة 74