كتاب العدة في شرح العمدة في أحاديث الأحكام لابن العطار (اسم الجزء: 1)
أمته - صلى الله عليه وسلم - حياء، واشترى بئر رُومةَ، وجعلها للمسلمين، وجهَّز جيشَ العُسْرَةِ، فدعا له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمغفرة؛ ما أسرَّ وما أعلن، وما أبدى وما أخفى، وما هو كائن إلى يوم القيامة، وقال: "ما يُبَالِي عُثْمَانُ مَا عَمِلَ بَعدَهَا" (¬1)، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ يزيدُ في مَسْجِدِنَا؟! فاشترى عثمانُ موضعَ خمسِ سواريَ، فزاده في المسجد (¬2).
وقال عليُّ بنُ أبي طالب - رضي الله عنه -: كان عثمانُ - رضي الله عنه - أَوْصَلَنا للرَّحم، وكان مِنَ {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} الآية التي في المائدة [93] (¬3).
وزوَّجه الله سبحانه أمَّ كلثوم بنتَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمثل صَداق رقيَّةَ، وعلى مثلِ صحبتها، وكان مِمَنْ تستحي منه ملائكةُ الرحمنِ، وشبهه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإبراهيم خليلِ الرَّحمن، وهو أحدُ المشهود لهم بالجنة (¬4)، وأحد الَّذين كانوا معه - صلى الله عليه وسلم - بحراءٍ، فانتفض، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "اثْبُتْ أُحُد؛ فَإِنَّما عَلَيْكَ نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ" (¬5)، وأحدُ الخلفاء الرَّاشدين، وأحدُ الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأحدُ الَّذين قاموا به في ركعةٍ واحدةٍ، وأحدُ صُوَّامِ الدَّهر وقُوَّامِ اللَّيل - رضي الله عنه -، وجمعَ النَّاسَ
¬__________
(¬1) رواه ابن عدي في "الكامل في الضعفاء" (1/ 340)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (39/ 65)، عن حذيفة - رضي الله عنه - بهذا اللفظ.
(¬2) رواه ابن أبي عاصم في "السنة" (2/ 595)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (39/ 19 - 20).
(¬3) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (32060)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (1/ 55)، واللالكائي في "اعتقاد أهل السنة" (2574)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (39/ 465).
(¬4) قوله: "وهو أحد المشهود لهم بالجنة، ساقطة من "ح".
(¬5) رواه البخاري (3483)، كتاب: فضائل الصحابة، باب: مناقب عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه -. ورواه مسلم (2417)، كتاب: فضائل الصحابة، باب: من فضائل طلحة والزبير - رضي الله عنهما -، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.