كتاب العدة في شرح العمدة في أحاديث الأحكام لابن العطار (اسم الجزء: 1)
إلى "مأرب": ناحية بـ "اليمن"، وهي التي استقطع أبيض بن حمال النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ملحها، وقد يقال في النِّسبة إليها: المآربي -بالمدِّ على الجمع- والله أعلم -.
وأمَّا عبدُ الله بن زيد، فهو ابنُ زيدِ بنِ عاصمِ بنِ كعب بن عمرو بن عوف بنِ مبذولِ بنِ عَمْرِو بنِ غُنَيْمِ بنِ مازنِ بن النَّجَّارِ الأنصاريُّ المازنيُّ المدنيُّ، أمُّه أمُّ عُمارة نَسِيبة -بفتح النُّون وكسر السِّين- بنتُ كعبِ بنِ عَمْرِو بنِ عوفٍ، شهدَ أُحُدًا مع النبي - صلى الله عليه وسلم -هو وأمُّه أُمُّ عُمارة، فرُويَ أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يومئذٍ: "رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ" (¬1)، وليس هو راوي حديثِ الأذانِ، وإن كان قاله: سفيانُ بنُ عُيينة، فإنّه وَهم، بل راوي حديث الأذانِ عبدُ اللهِ بنُ زيدِ بنِ عبدِ ربِّه بنِ ثعلبةَ بنِ زيدِ بنِ الحارثِ بنِ الخزرجِ، أبو محمَّدٍ الأنصاريُّ الخزرجيُّ، شهد العقبةَ وبدرًا، وكانت رؤياه الأذانَ في السَّنة الأولى من الهجرة بعدَ بناءِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسجدَه، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "هَذ رُؤْيا حَقٍّ" (¬2)، وأمر فنُودي به على ما رأى، وتوفي بالمدينة سنةَ اثنتين وثلاثين وهو ابنُ أربع وستِّين سنةً، وصلَّى عليه عثمانُ بن عفَّان، قال التِّرمذيُّ: سمعت البخاريَّ يقول: لا يُعرف لعبدِ الله بنِ زيدِ بنِ عبدِ ربِّه إلا حديثُ الأذان (¬3).
وأمَّا راوي حديث الوضوء، فروَى له أصحابُ الكتب الستَّة، وروى له البخاريُّ ومسلمٌ ثمانيةَ أحاديثَ، وقُتل يومَ الحرَّة في أواخر ذي الحجَّة سنةَ ثلاثٍ وستين وهو ابنُ سبعينَ سنةً (¬4)، قال أبو حاتم بن حِبَّانَ: سُمِّيت هذه الوقعةُ بيوم
¬__________
(¬1) رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (8/ 415)، بلفظ: "بارك الله عليكم من أهل البيت، رحمكم الله أهل البيت".
(¬2) رواه أبو داود (499)، كتاب: الصلاة، باب: كيف الأذان، والترمذي (189)، كتاب: الصلاة، باب: ما جاء في بدء الأذان، وقال: حسن صحيح، والإمام أحمد في "المسند" (4/ 42)، وابن خزيمة في "صحيحه" (370)، وابن حبان في "صحيحه" (1679)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/ 390).
(¬3) انظر: "سنن الترمذي" (1/ 361). قال الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" (1/ 198): وفيه نظر؛ فإن له عند النسائي وغيره حديثًا غير هذا في الصدقة، وعند أحمد آخر في قسمة النبي - صلى الله عليه وسلم - شعره وأظفاره وإعطائه لمن لم تحصل له أضحية.
(¬4) وانظر ترجمته في: "الثقات" لابن حبان (3/ 223)، و"الاستيعاب" لابن عبد البر (3/ 913)،=