كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر (اسم الجزء: 73)

طبرستان، وملك أستيسان، وملك الشياصح، وملك فرغانة، وملك طخارستان، وملك كابل.
وقال الصولي: وكان نقش خاتمه: الحمد لله الذي ليس كمثله شيء.
وأخرج الصولي عن أحمد اليزيدي قال: لما فرغ المعتصم من بناء قصره بالميدان وجلس فيه دخل عليه الناس، فعمل إسحاق الموصلي قصيدة فيه ما سمع أحد بمثلها في حسنها إلا أنه افتتحها بقوله:
يا دار غيرك البلى ومحاك يا ليت شعري ما الذي أبلاك؟
فتطير المعتصم، وتطيّر الناس وتغامزوا، وتعجبوا كيف ذهب هذا على إسحاق مع فهمه وعلمه وطول خدمته للملوك، وخرب المعتصم القصر بعد ذلك.
وأخرج عن إبراهيم بن العباس قال: كان المعتصم إذا تكلم بلغ ما أراد وزاد عليه.
وكان أول من ثرد الطعام وكثّره حتى بلغ ألف دينار في اليوم وأخرج عن أبي العيناء قال: سمعت المعتصم يقول: إذا نصر الهوى بطل الرأي.
وأخرج عن إسحاق قال: كان المعتصم يقول: من طلب الحق بما له وعليه أدر له.
وأخرج الصولي عن الفضل اليزيدي قال: وجه المعتصم إلى الشعراء ببابه من منكم يحسن أن يقول فينا كما قال منصور النمري في الرشيد؟
إن المكارم والمعروف أودية أحلك الله منها حيث تجتمع
من لم يكن بأمين الله معتصما فليس بالصلوات الخمس ينتفع
إن أخلف القطر لم تخلف فواضله أو ضاق أمر ذكرناه فيتسعفقال أبو وهيب: فينا من يقول خيرا منه فيك، وقال:
ثلاثة تشرق الدنيا ببهجتها شمس الضحى وأبو إسحاق والقمر
تحكي أفاعيله في كل نائبة اليث والغث والصمامة الذكر] «1»
[وأولاده: هارون الواثق، وجعفر المتوكل، وأحمد المستعين، قيل: هو ابن ابنه، وقضاته: أحمد بن أبي دؤاد، ومحمد بن سماعة، ووزراؤه، الفضل بن مروان، ثم

الصفحة 244