كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر (اسم الجزء: 73)

المأمون ثلاثين آية، وكان لا يزال يعادله في أسفاره ويفضي إليه بأسراره، وهو كثير الشعر مفنن الآداب من أهل بيت علم وأدب، وسنه وسن الرشيد واحدة، وقد مدح الرشيد كثيرا وهو القائل:
أتظعن والذي تهوى مقيم لعمرك أن ذا خطر عظيم
إذا ما كنت للحدثان عونا عليك وللفراق فمن تلوم
وله:
تقاضاك دهرك ما أسلفا وكدر عيشك بعد الصفا
يجور على المرء في حكمه ولكنه ربما أنصفا
وله:
يا بعيدا مزاره حل بين الجوانح
نازح الدار ذكره ليس عني بنازح] «1» [قال أبو بكر الخطيب] «2» :
[أخبرني علي بن أيوب القمي، حدثنا محمد بن عمران بن موسى قال:] «3» .
وجدت بخط أبي عبد الله اليزيدي، عن عمه أبي جعفر أحمد بن محمد لأبيه محمد بن أبي محمد «4» :
الهوى أمر عجيب شأنه تارة يأس وأحيانا رجا
ليس فيمن مات منه عجب إنّما يعجب ممّن قد نجا
قال: وله أيضا «5»
كيف يطيق النّاس وصف الهوى وهو جليل ما له قدر؟
بل كيف يصفو لحليف الهوى عيش وفيه البين والهجر؟

الصفحة 283