كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر (اسم الجزء: 73)

تسامح في عطسة تسامح في غيرها؟ وصرفه منصرفا جميلا، وزبر القوم الذين رفعوا عليه

[14320] .
قال عبد الله بن عبد العزيز العمري: «1» قال لي موسى بن عيسى: ينتهي «2» إلى أمير المؤمنين الرشيد أنك تشتمه، وتدعو عليه، فبأي شيء استجزت ذلك منه يا عمري؟ قال: قلت: أما في شتمه، فهو والله أكرم علي من نفسي «3» ، وأما في الدعاء عليه، فو الله ما قلت: اللهم إنه قد أصبح عبئا ثقيلا على أكتافنا، لا تطيقه أبداننا، وقذى في عيوننا «4» ، لا تطرف عليه جفوننا، وشجى في أفواهنا، لا تسيغه حلوقنا، فاكفنا مؤنته، وفرّق بيننا وبينه، ولكني قلت: اللهم، إن كان قد تسمى بالرشيد ليرشد، فأرشده أو لغير ذلك فراجع به، اللهم، إن له في الإسلام بالعباس «5» على كل مسلم حقا «6» ، وله بنبيّك قرابة ورحما، فقربه من كل خير، وبعّده من كل شر «7» ، وأسعدنا به، وأصلحه لنفسه ولنا، فقال موسى: يرحمك الله يا أبا عبد الرحمن، كذلك لعمري كان ما فعلت «8» .
قال أبو معاوية «9» :
أكلت مع الرشيد هارون طعاما يوما، فصبّ على يدي رجل لا أعرفه، فقال الرشيد: يا أبا معاوية، هل تدري من يصبّ على يديك؟ قلت: لا، قال: أنا، قلت: أنت يا أمير المؤمنين؟ قال: نعم، إجلالا للعلم.
قال يحيى بن أكثم:
قال لي الرشيد: ما أنبل المراتب؟ قلت: ما أنت فيه يا أمير المؤمنين، قال: فتعرف

الصفحة 294