المؤمنين أتكلم؟ قال: نعم، قلت: إن الله قال في كتابه العزيز إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها
فوالله يا أمير المؤمنين ما غضب عليهن إذ أبين، ولا أكرههن إذ كرهن، وما أنا بحقيق أن تغضب علي إذ أبيت، وتكرهني إذ كرهت، فضحك وأعفاني.
وأخرج عن خالد بن صفوان قال: وفدت على هشام بن عبد الملك، فقال: هات يابن صفوان، قلت: إن ملكا من الملوك خرج متنزها إلى الخورنق، وكان ذا علم مع الكثرة والغلبة، فنظر وقال لجلسائه: لمن هذا؟ قالوا: للملك، قال: فهل رأيتم أحدا أعطي مثل ما أعطيت؟ وكان عنده رجل من بقايا حملة الحجة. فقال: إنك قد سألت عن أمر، أفتأذن لي بالجواب؟ قال: نعم. قال: أرأيت ما أنت فيه، أشيء، لم تزل فيه أم شيء صار إليك ميراثا وهو زائل عنك إلى غيرك كما صار إليك؟ قال: كذا هو، قال: فتعجب بشيء يسير لا تكون فيه إلا قليلا. وتنقل عنه طويلا ويكون عليه حسابا؟ قال: ويحك فأين المهرب؟ وأين المطلب؟ وأخذته قشعريرة، قال: إما أن تقيم في ملكك وتضع تاجك، وتلقي عنك أطمارك، وتعبد ربك، قال: إني مفكر الليلة وأوافيك السحر، فلما كان السحر قرع عليه بابه فقال: إني اخترت هذا الجبل وفلوات الأرض، وقد لبست علي أمساحي. فإن كنت لي رفيقا لا تخالف، فلزما الجبل حتى ماتا] «1» .
[10062] هشام بن عمار بن نصير «2» بن ميسرة أبو الوليد السّلمي الظفري «3»
خطيب دمشق، ومقرىء أهلها. أحد المكثرين الثقات «4» .
__________
[10062] ترجمته في تهذيب الكمال 19/270 وتهذيب التهذيب 6/36 والتاريخ الكبير 8/199 والجرح والتعديل 9/66 وطبقات ابن سعد 7/473 وتذكرة الحفاظ 2/451 وميزان الاعتدال 4/302 وسير أعلام النبلاء 11/420 وغاية النهاية 2/354 ومعرفة القراء الكبار 1/159 رقم 91 والعبر 1/445.