كتاب تفسير يحيى بن سلام

قَالَ: {فَتَمَتَّعُوا} [النحل: 55] فِي الدُّنْيَا.
{فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} [النحل: 55] وَهَذَا وَعِيدٌ.
قَوْلُهُ: {وَيَجْعَلُونَ لِمَا لا يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ} [النحل: 56] ، يَعْنِي: آلِهَتَهُمْ، أَيْ: يَجْعَلُونَ لِمَا لا يَعْلَمُونَ أَنَّهُ خَلَقَ مَعَ اللَّهِ شَيْئًا وَلا أَمَاتَ وَلا أَحْيَا وَلا رَزَقَ مَعَهُ شَيْئًا {نَصِيبًا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ} [النحل: 56] ، يَعْنِي قَوْلَهُ: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا} [الأنعام: 136] وَقَدْ فَسَّرْنَاهُ قَبْلَ هَذَا الْمَوْضِعِ.
سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: {وَيَجْعَلُونَ لِمَا لا يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ} [النحل: 56] وَهُمْ مُشْرِكُو الْعَرَبِ جَعَلُوا لأَوْثَانِهِمْ وَشَيَاطِينِهِمْ نَصِيبًا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ.
قَالَ: {تَاللَّهِ} [النحل: 56] قَسَمٌ.
أَقْسَمَ بِنَفْسِهِ.
{لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ} [النحل: 56] الأَوْثَانُ تُقَرِّبُهُمْ إِلَى اللَّهِ يَقُولُهُ لَهُمْ لِمَا يَقُولُونَ إِنَّ الأَوْثَانَ تُقَرِّبُهُمْ إِلَى اللَّهِ، وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَهُمْ بِعِبَادَتِهَا.
قَوْلُهُ: {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ} [النحل: 57] قَالَ السُّدِّيُّ: يَعْنِي وَيَصِفُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ.
كَانَ مُشْرِكُو الْعَرَبِ يَقُولُونَ: إِنَّ الْمَلائِكَةَ بَنَاتُ اللَّهِ.
قَالَ اللَّهُ: {سُبْحَانَهُ} [النحل: 57] يُنَزِّهُ نَفْسَهُ عَنْ مَا قَالُوا.
{وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ} [النحل: 57] ، أَيْ: وَيَجْعَلُونَ لأَنْفُسِهِمْ مَا يَشْتَهُونَ، الْغِلْمَانَ.
قَالَ: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنْثَى} [النحل: 58] الَّتِي جَعَلَهَا لِلَّهِ، زَعَمَ حَيْثُ جَعَلُوا لِلَّهِ الْبَنَاتِ، يَعْنُونَ الْمَلائِكَةَ.
{ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا} [النحل: 58] أَيْ أَقَامَ وَجْهَهُ.
تَفْسِيرُ السُّدِّيِّ.
{مُسْوَدًّا} [النحل: 58] وَمُغَيَّرًا.
{وَهُوَ كَظِيمٌ} [النحل: 58] قَدْ كَظَمَ عَلَى الْغَيْظِ وَالْحُزْنِ.

الصفحة 69