كتاب انيس الفقهاء في تعريفات الألفاظ المتداولة بين الفقهاء

للصلاة أولا وآخراً" 1. وأول وقت الفجر حين يطلع الفجر الثاني وآخر وقتها حين تطلع الشمس". كذا في المحيط والاختيار وتبيين الحقائق وشرح مختصر القدوري للشيخ الإمام العلامة أبي نصر أحمد بن محمد البغدادي. وفي التبيين أيضا: وإنما قدم وقت الفجر وإن كان الواجب تقديم وقت الظهر لأنها أول وقت فرضت فيها الصلاة لعدم الاختلاف في أوله وآخره بخلاف غيره.
وفي الهداية: ولا معتبر بالفجر الكاذب لقوله صلى الله عليه وسلم: "ولا يغرنكم أذان بلال ولا الفجر المستطيل" 2.
والخيط الأسود: الفجر المستطيل ويقال: سواد الليل.
والخيط الأبيض: الفجر المعترض كذا في الصحاح. وفي المغرب: الخيط الأبيض ما يبدو من الفجر الصادق وهو المستطير والخيط الأسود ما يمتد معه من ظلمة الليل وهو الفجر المستطيل وهو استعارة.
قال قاضي خان: الفجر فجران تسمي العرب الأول كاذبا وهو البياض الذي يبدو كذنب السرحان3 ويعقبه ظلام لا يخرج به وقت العشاء ولا يثبت به شيء من أحكام النهار.
والثاني وهو الذي يستطير ويعترض في الأفق ولا يزال يزداد حتى ينتشر، وسمي مستطيرا لذلك يثبت به أحكام النهار في حرمة الطعام والشراب للصائم وجواز أداء الفجر.
الإسفار الإضاءة يقال أسفر الصبح إذا أضاء وفي الحديث: "أسفروا بالفجر فإنه
__________
1 هذا جزء من حديث طويل في بيان مواقيت الصلاة أخرجه الترمذي وهو من رواية محمد بن فضيل عن الأعمش، وللعلماء في رواية محمد بن الفضيل عن الأعمش نظر. وفي الباب أحاديث أصح من هذا. راجع تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي 1/469.
2 أخرجه مسلم في كتاب الصيام 2/770، والترمذي في كتاب الصوم 3/390. وأبو داود في كتاب الصوم 6/471. والنسائي كتاب الصوم 4/122.
3 السرحان: اسم للذئب، وأنثاه تسمى سرحانة وقد يسمى الأسد بذلك وهو المعروف عند هذيل. يرجع إلى الصحاح 1/374 وتاج العروس 6/466، 467، والقاموس المحيط 1/236.

الصفحة 17