كتاب الفروق الفقهية والأصولية
المطلب الخامس
التأليف في الفروق الفقهية في العصر الحاضر
لا أعلم نشاطاً هاماً للعلماء المعاصرين، في التأليف في الفروق الفقهية، بل إننا لا نجد- بحسب ما اطلعنا عليه- مَنْ أفردها بالتأليف، بعد القرن العاشر الهجري. فقد اكتفى العلماء بما جاء في كتب من سبقهم، ورددوا ما جاء فيها، دون إضافات تذكر.
ومع ضعف نشاط العلماء المعاصرين في هذا المجال، فإن العلم بما تحقق على أيديهم أمر مطلوب، ولا يخلو عن فائدة، وقد رأيت أن ما ألّفوه لا يخرج عن المجالات الآتية:
المجال الأول: اختيار عدد من الفروق الفقهية، مما ورد في كتب العلماء السابقين. والذي اطلعنا عليه بهذا الشأن كتاب (القواعد والأصول الجامعة، والفروق والتقاسيم البديعة النافعة) للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي المتوفي سنة (1376 هـ) (¬1). ولم يفرد- رحمه الله- الفروق بالبحث، بل جاءت ضمن
¬__________
(¬1) هو عبد الرحمن بن ناصر السعدي. من علماء نجد المعاصرين. ولد بعُنَيْزة في القصيم وتوفي فيها سنة (1376). درّس ووعظ وأفتى وخطب في جامع عنيزة. من مؤلفاته: تيسير الكريم المنام في تفسير آيات الرحمن، وطريق الوصول إلى العلم المأمول بمعرفة القواعد والفروق والضوابط والأصول، ورسالة في القواعد الفقهية، والقواعد والأصول الجامعة والفروق والتقاسيم البديعة النافعة.
راجع في ترجمته: معجم المؤلفين (3/ 396، 397)، والأعلام (3/ 340).
الصفحة 116
198