كتاب الفروق الفقهية والأصولية

اختلفت عبارات العلماء في تعريفها، وإن تلاقى أكثرها في المعنى. وقبل أن نذكر بعض تعريفات الفرق، ننبه إلى أن الفرق عندهم يعني الأمر المانع من إلحاق الفرع بالأصل في الحكم، مع وجود الوصف المشترك المدعي علة، سواء كان ذلك لوجود وصف مختصّ بالأصل هو شرط للعلّة، ولم يوجد في الفرع، أو لوجود وصف في الفرع هو مانع، ولم يوجد في الأصل (¬1)، وفيما يأتي نذكر طائفة من عبارات العلماء في تعريف الفرق: 1 - قال إمام الحرمين (ت 478 هـ) (¬2) الفرق (هو المعارضة المتضمِّنة لمخالفة الفرع الأصل في علة الحكم) (¬3)، وقال: (إن حقيقة الفرق هي الفصل بين المجتمعين في موجب الحكم، بما يخالف بين حكميهما) (¬4).
وفي هذين التعريفين اقتصار على ذكر الاختلاف بين الأصل والفرع
¬__________
(¬1) التحرير بشرح تيسير التحرير (4/ 166 و 167).
(¬2) هو أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني النيسابوري الشافعي الأشعري الملقب بضياء الدين والمعروف بإمام الحرمين. من الفقهاء المتكلمين والأصوليين والمفسرين والأدباء. تنقل بين البلدان واستقر في نيسابور التي مات فيها سنة (478 هـ).
من مؤلفاته: البرهان في أصول الفقه، والورقات في أصول الفقه، والإرشاد إلى قواطع الأدلة في أصول الاعتقاد، والغياثي، ونهاية المطلب في دراية المذهب، وغيرها.
راجع في ترجمته: طبقات الشافعية الكبرى (3/ 249)، وطبقات الشافعية لابن هداية الله ص 174، وشذرات الذهب (3/ 358)، والفتح المبين (1/ 206)، ومعجم المؤلفين (6/ 184).
(¬3) الكافية في الجدل ص 69.
(¬4) المصدر السابق ص 298.

الصفحة 14