كتاب الأسهم - حكمها وآثارها

وإنما خص الربا في هذه الآية الذي توعد الله عليه بالحرب منه لفاعله" (¬1).
وقال الأندلسي: "وحكى الماوردي وغيره عن قوم أنهم ذهبوا إلى أن أكلة الربا إنما توعدهم الله بنار الكفرة؛ إذ النار سبع طبقات: العليا منها - وهي جهنم - للعصاة، والخمس للكفار، والدرك الأسفل للمنافقين؛ قالوا: فأكلة الربا إنما يُعَذَّبون يوم القيامة بنار الكفرة، لا بنار العصاة، وبذلك توعدوا؛ فالألف واللام على هذا في قوله واتقوا النار إنما هي للعهد" (¬2).
ثانيا: من السنة النبوية:
دلت أحاديث كثيرة على عظم الربا عند الله وشدة عقوبته، من غير تفريق بين الكثير منه والقليل، وبين الآخذ منه والمعطي له، والمتسبب فيه، وشدة خطورته على المجتمع والأمة إذا تفشى فيها، كما هو الحال الآن، ومن هذه الأحاديث:
1 - ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «اجتنبوا السبع الموبقات!»، قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: «الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات» (¬3).
¬_________
(¬1) فتح القدير 1/ 381.
(¬2) المحرر الوجيز 1/ 507.
(¬3) أخرجه البخاري، في كتاب الوصايا، باب قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَاكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا} [النساء: 101]، رقم الحديث (2615)، 3/ 1017، وفي كتاب الحدود، باب رمي المحصنات، ومسلم في كتاب الإيمان، باب بيان الكبائر وأكيدها، رقم (89) 1/ 92.

الصفحة 49